إستبعادات الشباب الأردني .. وخطورة القادم / أ.د حسين محادين

إستبعادات الشباب الأردني .. وخطورة القادم..

الشباب الاردني من الجنسين يمثلون قاعدة الهرم السكاني في مجتمعنا والتي يتحدث بالنيابة عنها ولا يصغى لها، ومع هذه المؤشرات المقلقة علميا وأمنيا، فأن حصتهم الفعلية في الاهتمام والتنمية ومحاربة الفقر البطالة والتطرف لديهم كأصحاب ثقافة فرعية خاصة بهم ضمن المجتمع الاردني الاوسع، لاتمثل للان حقيقة حجمهم الاقتصادي والانساني الواعد بالكثير لو استثمرت طاقاتهم الغنية رسميا وفي القطاع الخاص، لاسيما قطاع شركات الاتصالات وهو الغائب الأكبر عن أداء مسؤولياته الاجتماعية والإنتاجية “غير التبرعات الانتقائية والشخصية القائمة فيها للاسف” نحو مجتمعنا عموما ،وفي محافظات وألوية الوطن بعيدا عن العاصمة عمان كضرورة ملحة بحاجة إلى قراءة تنموية جديدة وعادلة ايضا.
– الشابات ايضا وضمن قطاع الشباب نفسه يعانين وبشكل صارخ من محدودية مشاركاتهم السياسية والتطوعية والتنموية وبالتالي الإنتاجية للدخول في منافسات الحصول على عمل وبأجر عادل ايضا، او حتى نيل فرصة للزواج في ظل ارتفاع كل من:-
نسب البطالة، تكاليف المعيشة والمهور التي تهدد قيام أسر جديدة، في ظل هيمنة التكنولوجيا وانتشار الجنس الالكتروني وغيره لدى الشباب من الجنسين وهذا المعطى مهدد قيمي واخلاقي، وضعف تحصيني مضاف لما يعانيه شبابنا ومجتمعنا بصورة مركبة معا.
– رغم ما ورد في كتب التكليف السامي للحكومات المتعاقبة والأوراق النقاشية الغنية بالافكار والتصورات الفكريةإضافة الى ما ورد في “الاستراتجيات” الوطنية للشباب، الا أنها جميعا لم تترجم اجرائيا الى حلول ملموسة لدى شبابنا الاردني يا للوجع.
اخيرا، ان الاستمرار في المسكوت عنه في استبعاد الشباب من الجنسين في مجتمعنا الشاب، رغم انهم الأكثر جرأة على المغامرة والتجريب وحتى التطرف في ظل غياب فرص الاشباع المؤسسي لاساسياتهم في العمل والمشاركة وصولا لصعوبة تحقيق هوية كل منهم بصورة متوازنة في ظل هذه المعطيات الضاغطة علينا جميعا، وجميع ما ذكر إنما يهدد البناء الأسري ابتداء ، مرورا ببقية تنظيمات ومؤسسات المجتمع المرجعية”المدرسة، الجامعة، بما فيها ادوار المسجد والكنيسة والمفترض إنهما الاوسع تأثيرا في مجتمعنا الذي كان محافظا باجتهادي التشخيصي هنا كمثال، والاكثر توجيها كما يرتجى على اتجاهات الشباب وبنائهم النفسي والسلوكي المتمرد بطبعه على كل هذه الاستبعادات المتعددة العناوين والتي اصبحت مزمنة بالنسبة لهم، ما يجعل من شريحة الشباب التي تملك وحدها بعدي الزمن حاضره ومستقبله ، مطمعا للحركات المتطرفة والإرهابية المسلحة “ولنا في إعداد الملتحقين بهم من شبابنا ،ما يؤكد على ما ذهبت إليه من تحليل” أو من قبل وطنه تلك الحركات ذات البعد الواحدي في كسبهم والتي تزعم بأمتلاكها الحقيقة وحدها، دون كل الاخرين من دولة وأفراد.
– اخيرا.. ومن منظور علم الاجتماع السياسي والعمل التخصصي لي مع الشباب لعقود أقول، ليحاور الأردن شبابه ولنصغ أباء وتدريسين وسياسيين وصناع خطط وعاملين نصغ لهم عوضا عن الحديث بالنيابة عنهم…فنحن جميعا لم ننجح بعد في معرفة شبابنا وعظيم إمكانياتهم وصبرهم الأن..حمى الله اردننا الحبيب.
*جامعة مؤتة-قسم علم الاجتماع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى