إدمان / روان ضيا

إدمان
كانت هذه المحاولة الأخيرة بالنسبة لها حتى تقف على قدميها من جديد أو تختار الاستسلام والموت.
حاولت كثيراً في تلك السنوات الماضية، حاولت جاهدة بكل الطرق والوسائل حتى تقلع عن الإدمان، إلا أن جميع ما تكبدته باء بالفشل حين كانت ترفع راية الاستسلام وتعود إلى تناول المخدرات بمنأى عن عائلتها وأصدقائها الذين لطالما حاولوا دعمها وثنيها على العودة …
كان هناك شيء بداخلها يريد الشفاء والإبتعاد والعيش بكرامة من جديد، شيء بداخلها يريد إعادة البسمة والفرح إلى عيني والدتها التي تدهورت صحتها حين علمت بإدمان ابنتها الوحيدة، شيء يثير غضبها كلما حاولت أن تصمد وتصمد إلى أن يباغتها إلم الإدمان في جسدها.
بالنسبة إليها هذه هي المحاولة الأخيرة بعد أن لجأت إلى أكثر من مشفى للتعافي من الإدمان الذي كان يعود إليها لعدم قدرتها على الثبات، هذه المرحلة تعني لها كثيراً رغم الألم الذي تشعر به ، لقد قررت أن تكون هذه المحاولة الأخيرة كونها أرهقت كثيراً من الاستمرار لدرجة أنها لم تعد قادرة على تحمل ضياع سنة جديدة من حياتها في هذا العذاب، لجأت إلى الله الذي لطالما آمنت به ، تضرعت باكية بحرقة وألم تريد الشفاء، كان يخطر في بالها أن تشرب المخدرات للمرة الأخيرة قبل أن تعلن الإضراب، ولكن دائماً المرة الأخيرة تتلوها مرات أخرى دون توقف ، فلا يوجد محاولة أخيرة فيما يتعلق بالأدمان ، وهذا ينطبق على كافة أنواع الإدمان……
جاءت بكتاب قديم لها كانت قد هجرته سنوات عديدة في حياتها، عادت تدون ما تريد القيام به ، عادت تريد المحاولة بجرأة وقوة ، عادت لأنها مجبورة على ذلك ، فإما ” حياة تسر الصديق، وإما ممات يغيظ العدى”.
نشاهد الكثير من مظاهر الإدمان سواء الإدمان على الأشياء كالمخدرات والحشيش أو الأدمان على الأشخاص في حالات الحب والعشق، جميعها موجعة وحارقة للقلوب، ولكن إن لم نصر على الصمود ، إن لم نصر على العيش بكرامة، لن نستطيع في حياتنا المضي قدماً في الحياة…
أعلم أن الأمر بغاية الصعوبة بالنسبة للمريض، وبالنسبة للسجين، وبالنسبة للعاشق، إلا أنه لا ضير في المحاولة إلى الرمق الأخير في الحياة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. بصراحه هي المقاله او الروايه رائعه جدا .. كلماتها بسيطه ودافئه وبتحمل رساله كثير واضحه للقارئ واسلوب او طريقة الكتابه حلوه جدا وسهلة الفهم..وحاب اطلب من الكاتبه روان المحترمه ان تزودنا بهيك روايات او بالاحرى رساله هادفه مثل هي ( الادمان) وخصوصا على موقع سواليف الاكثر من رائع..لان انا من المشجعين لمثل هيك كتابات
    كل الاحترام الك اخت روان ولكتابتك الجميله ولرسالتك الهادفه متمني لكي مزيد من التقدم.. كما اخص بالشكر لاسرة موقع سواليف والهرج للجميع الي بتسمع او بتشجع نشر متل هيك رواياتع موقعها المحترم.. ويا ريت ان يكون في روايات وقصص اكثر
    كل الاحترام

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى