إخوان الاردن في ظل سياسة ترامب / عمر عياصرة

إخوان الاردن في ظل سياسة ترامب

حتى اللحظة لم ألمس من المحللين السياسيين كما من قيادات الاخوان الاردنيين تصورا واضحا لتأثير سياسات الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب على علاقة الدولة الاردنية بجماعة الاخوان المسلمين.
فكلنا يعلم ان العلاقة يشوبها القلق والصراع وعدم اليقين، ولعلنا لم نشهد في تاريخ الدولة الاردنية حالة من القطيعة بينهما كما هي اليوم، لكن رغم ذلك لم تصل الامور الى الصدام الامني او الاجتثاث الفاجر.
يأتي رئيس جديد الى البيت الابيض، ولا ننكر انه يحدث فارقا عن كل الذين سبقوه، ولا ننكر ان داخل كل دولة عربية تأثير لمن يحكم اميركا، فقصة السيادة نسبية يمكن التلاعب بها تحت عناوين كثيرة.
ترامب يريد اجتثاث الاسلام المتطرف، وكما يقول روبرت ساتلوف انه لا يريد تحجيمه او احتواءه، بل يريد ضربه من الاعماق دون هوادة.
ولا نعلم الى الان ماذا يقصد بالاسلام المتطرف، وهل سيعتبر جماعة الاخوان حالة معتدلة تساهم بضرب التطرف، ام انه سيرى في انصارها ارهابيين محتملين يجب التعامل معهم بذات القسوة.
سلوك الرجل يشي بأنه يقترب من السيسي بقوة وحميمية، وهذا يعني انه قد يقتنع برواية القاهرة التي تجعل الاخوان تنظيما ارهابيا، لكن بالمقابل هناك ارتياح تركي من سياسة ترامب، وهذا يعني انفراجا على جماعة الاخوان.
التناقضات كلها تتجمع في هذا الصدد، وهنا قد تظهر لدى ادارة ترامب فلسفة قائمة على التعامل بالقطعة مع الاخوان، حيث لكل تفصيل اخواني طريقة خاصة به.
اردنيا علينا ألا ننساق وراء اي رواية اميركية، فرغم قناعتي بتأثر الاردن بالجو العام الاقليمي والدولي في التعامل مع الاخوان، الا انني اتمنى ان تكون لنا مقاربتنا الخاصة التي تدرك ان الاخوان جزء من النظام والمجتمع، وانهم من اهم المصدات التي تحول دون التطرف.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى