إحساس بارد / ميس داغر

إحساس بارد

تفحّص مصلّح ثلاجات البلدة ثلاجة السيدة اعتدال، زوجة رئيس البلدية، التي تعاني من خطبٍ ما في محرّك تشغيلها (الثلاجة وليست السيدة)، ثمّ تنهّد عميقاً وقال: المشكلة ذاتها تتكرر. أنتِ ترهقين ثلاجتكِ بمحتوياتها الكثيرة، فلا يعود محرّكها قادراً على العمل.

تأففت السيدة اعتدال، الملفوفة شحماً ودهناً، ورددت: الله يلعن الشيطان. الله يلعن الشيطان.

وسادت لحظة صمت انتظر خلالها المُصلّح أي مبادرة من قِبَل السيدة لتخفيف أعباء الثلاجة. ثمّ احتدّت المرأة الملفوفة، واحتقن وجهها بالدمّ حتى تنفّخ كيقطينة غاضبة، وقالت: الحقّ كله على زوجي. يا رجل! يُكلّف سكرتير البلدية في مطلع كل شهرٍ أن يذبح له خاروفاً. نوزّع ما نوزّع منه على منازل الأصدقاء، ونحشو الباقي في مجمّد الثلاجة!

مقالات ذات صلة

ثمّ بدأت المرأة المستشيطة غضباً بسحب أكياس اللحم المتكدسة في مجمّد الثلاجة. حتى إذا ما خفّت حمولته، قامت بزجّ الأكياس المسحوبة جميعاً في كيس أسود كبير، وقالت: هذه إلى الزبالة.

تمّ ذلك في الساعة الخامسة من مساء يوم الجمعة، حيث كانت حاويات النفاية في شوارع البلدة نظيفة منذ يومين، ومَعِدَة مصلّح الثلاجات تتلوّى على بقايا عُلبة سردين.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى