أُحب خطيبتي أو زوجتي..لكني لا أذكر أسميهما..لماذا؟

أُحب خطيبتي أو زوجتي..لكني لا أذكر أسميهما..لماذا؟

ا.د حسين محادين

1 -ثمة سلوك اجتماعي أردني لافت وشبه مستقر هو عدم ذكر اسم الخطيبة أو الزوجة على الملأ؛ لاسيما في المناطق خارج المدن الكبرى غالباً؛ فرغم ارتفاع نسب التعليم في مجتمعنا الاردني الشاب، والانتشار الواسع لوسائل التواصل الاجتماعي بين الجنسين العلني والمسكوت عنه ؛ إلا أن عددا لاباس به الخاطبِين من الرجال لايحبذون ذِكر اسماء خطيباتهم بصراحة؛ او حتى السماح لهن بوضع صورهن على بروفايلاتهن على الفيس مثلا ؛لابل ان جُل الرجال وبتواطىء ثقافي واجتماعي أسري عام أولاً، وبقبول الخطيبة نفسها واهلها ثانياً؛ لا يضعون معا اسماء خطيباتهم على بطاقات خطوبتهما؛ والتي توجه عادة الى المدعوين لحفل خطوبتهما ؛ويستعيضون -وبقصدية فكرية ذكورية قاصرة تشي باستمرار التنشئة الاجتماعية الاستحواذية الموجعه – عن اسمائهن بكلمات مرواغة مثل ..كريمته..
اميرته..مليكته…الخ.
2 – عند الاحتفاء الذكوري الزائف وما اكثر حدوث هذا في المناسبات التي تخُص خطيباتهم او زوجاتهم على قلِتها سواء في اعياد الميلاد..او الترفيع الوظيفي في العمل لهن ؛او حتى عند نشرهم لصور عائلاتهم اثناء الرحلات خارج البيت؛ فأنهم لايقوموا بنشر صورهن رغم احتشامهن المبالغ فيه احيانا؛ ويشار الى وجودهن في الرحلة او عبر الاحاديث نيابة عنهن كما هو سائد؛ او اثناء المناسبات الخاصة بتعابير مراوغة أخرى مثل قول الذكر…”مدامتي”
..زوجتي..العيّلة..
الخ دون تلفظه باسمها وكانها خطيىة يحاول التكفير عنها او تجنب تكرارها.
3- بالنسبة للنوعية المحددة التي ذكرتها من الذكور؛ ففي الجانب الاقتصادي بنظرهم وممارساتهم الحياتية؛ لاضير من الاستعانة براتبها كموظفة؛ ولا ضير من أن تخرج وتختلط مع الرجال في العمل.. ولاضير ان اذهب محرما لها للعمل في بعض الدول وهو العاطل عن العمل اصلاً ؛لكن لا يُسمح لها كزوجة “ام العيال” في ما هو آتِ:-
– تقديم الشاي أو الضيافة عندما يأتي الضيوف من الرجال الى بيتهم ولو كانوا زملائها في العمل والذين يعرفونهما كزوجين.
– او ان تكون لها ذمة مالية مستقلة؛او ان تتصرف براتبها؛ إذ علمت وعرفت من خلال الملاحظة بالمعايشة لي كباحث في علم إجتماع الاسرة عن حالات يستحوذ فيها الرجل هنا او هناك؛ على بطاقة الصراف الآلي الخاصة بها؛ فهو الذي يسحب وينفق عنوة عنها فقط يا للوجع؛ ترابطاً مع تواطىء ثقافي واسري موجع وواسع مع هذا الصنف من الذكور.

أخير..ألم تُكرِم وتُقِر الشرائع الحضارية للبشرية الواعية والاديان المقدسة كمرجعيات المراة كأنسان..أولم يختار هؤلاء الذكور زوجاتهم وخطيباتهم قبلاً برضى او حتى لمصلحة ما..فلماذا لا يعاملوهن كمُدركات ومتعلمات ومنتجات بالمعنى الانساني السامي الذي يُنصفهن كشريكات بناءات في الحب وفي أسرهن ومع عائلاتهن الاكبر؛ والى متى ستبقى ازدواجيتنا الشرقية فكرا وسلوكيات مؤذية لنصفنا المُكمّل لحياتنا من النساء؛ رغم معرفتنا وتشدق الرجال بأن السُكنى لا تكتمل الا بإندماج الزوجين معاً في كل عناوين حياتهما…فهل نحن مندمجون في وعينا وممارستنا في اسرنا وعناوين حياتنا المتنوعة حقاً..؟ سؤال مفتوح على التفكر بالتي هي احسن لكم ومعكم أحبتي المهتمين من الجنسين.
* عضو مجلس محافظة الكرك.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى