أيها المعاذين ارتقاء / تغريد أبو سرحان

أيها المعاذيين ارتقاء

بقلم:مقدم متقاعد دكتوره تغريد أبو سرحان
جامعة الامارات العربية المتحدة

أيها المعاذين ارتقاء أنتم، درس العمر وقدوة الأجيال، أيها المعاذين ارتقاء و العيد يقرب، أيها المعاذيين فخر و العيد ينحب، أيها المعاذين مهلا لا بل أيها العيد مهلا فللحويطات معاذ صبية صغار لا يفهمون الرتب و لا يعرفون الا ان بابا دركي، صغار هم، اذا عرفوا انه عائد نطروه باب الدار فاذا اقبل ركضوا نحوه و “عفرة” صحراء الجفر تلون اقدامهم الصغيرة و لا يدرون ان مشوارهم طويل و فقدهم طويل و لكن مجدهم أطول، للحويطات صغار عند عودته من شفت البداية فرحوا بوعد رحلة في ربوع عمان او جرش او عجلون او السلط الانيسة،هم ان عاد فرحوا و للفرح عند أبناء الدركي طقوس فهم اذا فرحوا تحزموا “بالجايش” كطوق ياسمين على جدران بيوت عمان في اللويبدة الحبيبة او غصن زيتون من سوف أو راسونأو بيرين أو الدير، صغار هم ان فرحوا انتعلوا بسطاره “المحروق” و هذا مصطلح لا يعرفه الا من تقلبت أجسادهم على الاسرة الحديدية في الثكنات العسكرية حتى مطلع الفجر حيث الطابور الصباحي جاهز للتفتيش و حيث “الراحات انتظار و الثبات يطول”، و هناك في المهد صغير لا يعي الحضور في صحن الدار و لا الجموع فوق لؤم المقبرة، للحويطات معاذ في المهد صغير تهدهده امه “نام يا صغيري نام ..البابا راجع و مقدام ….يبنيلك مستقبل فخر و يرعب جرذان الظلام”، تهدهده فينام بوعد الصحيان جنديا في أعوام، ينام و يبقى الوطن حضنا لشرفاءه و زنار نار لكل ابن عاق و لكل غدار، أواه أيها المعاذين انفطرنا، والقلب ناي حزين.
أما الكساسبة معاذ فليس له ولد ولكن كان له جناح، امتطاه ذات موقعة، فحلق بعيدا ولم يعد، وذات حلم التقى بنجمة، كانت فوق الجفر تبحث عن سماء لها فوق جبال السلط الحنونة: “وسع الميدان خي معاذ وسع الميدان… خيك معاذ ضيفك بالعيد يا مطرق رمان”، وسع الميدان يا معاذ فضيفك اليوم ليس ككل الضيوف، ضيفك اليوم ابتدأ مسيرته مع الوطن بسيف شرف، وختمها برتبه “شهيد”.
ارتقاء أيها المعاذين، فراشد بالانتظار فرحا بعيد ويا الكرام: العقرباوي وقوقزة والهياجنة والعزام، إرتقاء أيها المعاذين فللسماء نسور و للعاقين الغادرين جحور.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى