أين نحن من الثريا …. ؟ / د. محمد سعود شواقفه

” أين نحن من الثريا …. ”

شتان ….. بيننا جميعا و بينك يا أبا ثريا …واخجلاه … أنا أجلس في فراشي الوثير …. أقلب بأصابعي صفحات الأخبار … و أمامي قدحا دافئا من الشاي المضمخ بالنعناع …. يرهقني كسل ….فلا أتحرك … كل ما أفعله أن أجول بعيناي اللتان أرهقهما النعاس … فقد أطلت السهر بالأمس أتابع المباراة ….. لا أخفيك أن الجو بدأ يلسعنا ببعض البرد المزعج …. لكن منقل الفحم أمامي …خدمني بجلب الدفء اللذيذ …. و أراحني من القلق فلا ينفذ الجمر المشتعل الضروري لرأس الارغيلة ….
“يا لبشاعة المنظر …. يا لقسوة الصهاينة … سحقا لكم ايها الخنازير …. تقتلون شابا مقعدا فقط لأنه يحمل علم بلاده “…. بدا أن ذلك المشهد قد حرك مشاعره …فانتفض و تحرر من جلسته …. لكنه ذهب الى ثلاجته يبحث عن شراب بارد قد يخفف حنقه و ضيقه …. كان يضرب براحة يديه على جبهته …. ” الله يلعن الشيطان “… لقد نسيت أن أجلب مزيدا من المكسرات … يا لهذه السهرة الكئيبة …. ألا يكفي أن فريقه المفضل لا يزال خاسرا …. يا للظلم … هذا الحكم اللعين دائما متحيز !!
حسبنا الله فيكم يا أنجاس …. تقتلون شابا …. نجا من غدركم اكثر من 12 مرة … و كنتم تقطعون في كل مرة قطعة من جسده …. فلم يتبق منه سوى نصف جسد …تنقله بين صروف الحياة كرسي متحرك ….
أحس بأن الأرغيلة ليست كما يرام …. فقرر أن يغيرها فورا … لا بد أن هذا المعسل مغشوش … راح يلاعب الجمر و هو يصيخ السمع للمذيع يعلن تأهل تلك الفتاة الصغيرة ابنة العرب للمرحلة التالية من ” ذا فويس” و لم يستطع أن يحبس دموعه و هو يشاهد والديها يذرفان الدمع فرحا لان كاظم أدار الكرسي قبل نهاية تجربة الأداء …
القدس عاصمةفلسطين الأبدية …. هذه صورة جميلة وصلتني من صديقي عبر تطبيق الواتس أب … لا بد أن أشاركها مع كل أصدقائي و سأجعلها صورة ” بروفايلي” على الفيسبوك …. سوف نرعبهم و نزلزل الارض تحت أقدامهم ..
و هو يقلب بالصور …. شاهد صوره مع أصدقائه …. لقد كانت رحلة شيقة …شاهد من مرتفعات الاردن ما أقنعه به صديقه أن تلك هي فلسطين … أصابه حزن و غصة … لكنه انتقل بذاكرته لتجربته الاولى في ” الزرب ” … و كم كان لذيذا …رغم أن المطعم لم يك فيه ” بيبسي دايت”.
رن هاتفه …. كان صوتا يتهدج بحزن يملؤه غضب و سخط … هل رأيت ما حدث ؟ …
نعم …. اللعنة عليهم هؤلاء الانجاس الملاعين …. قتلة الانبياء و الرسل …. تردد الصوت القادم من بعيد …. عن ماذا تتكلم ؟! … قال : عن جريمة الصهاينة باغتيال أبو ثريا في غزه …. ..نعم نعم …يا حرام …. أنا غاضب و لكن لأنهم ألغوا حفل رأس السنة الذي رتبت لحضوره …أعتقد أنه بسبب ما يحدث في فلسطين و غزة …
لا يحق لنا أن نغضب …!! لنبحث عن زاوية مظلمة …و ندفن رؤوسنا في الرمال …. قهرا و ذلا …. أبت التفاهة و السخافة أن تفارق أهلها …
لن نغضب لعجزنا … فما دام التلفزيون يقدم لنا برنامج تثقيفية عن التمارين الرياضية التي قد تجعلك اكثر سعادة في مكان ما … و يستطيع أي كان أن يشتري ” فياجرا ” من الصيدلية بدون وصفة …
لم يك الشهيد ابو ثريا ليستفيد منها … فقد آثر أن يكمل طريقه الى الجنة بشهادة كاملة هذه المرة …بعد أن سبقته أجزاء جسده رحلتها قطعة قطعة …
أعتذر … لن أكمل الكتابة … فموعد المباراة قد أزف … أتمنى أن لا يخذلني النت أو الحكم

” دبوس لأجل البطل ”

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى