أيا قلمي / د . خالد العمري

أيا قلمي
نظرة عتاب وشوق لمحتها في قلمي الملقى على الطاولة منذ أمد ليس بقليل، نظرة فيها نداء الحنين، رأيت فيه عتب المحب وشوق الصديق، فعانقته أناملي على استحياء وذنب، وسمعت حينها الورق الأبيض ينادينا، فأسرعت الخطى نحوه ليكون لقاء الأحبة. أيا قلمي لا عذر عندي فارأف بحالي، واغفر هجراني، وتعال أسمعك كلاماً عله يطيب خاطرك وتغفر زلتي، فأنت أول من خلق الله، وبك كـُتبت مقادير كل شيء، وبك أقسم، فزادك العلي هيبة إلى هيبة. وأنت من أجمعت البرية على أنك أقوى من حد السيف، فبك تخط الكلمة، وعيسى ابن مريم كلمة ،، فما أعظمك.
بين إبهامي وسبابتي أمتع عيني برقصتك فيسعد القلب ويُسرُ الخاطر، حركاتك الإيقاعية تلك مع محبوبتك البيضاء وما تخطه عليها من حروف وكلمات ورسومات تجعلها تزهو طرباً وفرحاً بما ستحفظه من علم وأدب وتاريخ وفن أجدت به عليها برغم صغر حجم رأسك ولكن فعلك عظيم.
أيا قلمي لا تعتب على الهاتف المحمول، والحاسوب وبرامجهما، فما هم إلا أبناؤك وأحفادك، هم نسخة عنك، ووجهك الجديد، هم أنت فهم لم يأتوا بشيء جديد أصيل عما قدمته منذ خلقك، فمهما كبروا، وزادوا، وتزينوا لا يخرجون عما هو أنت، فأنت الجذر والأصل لهم، فالحرف بدأ بك، وكذلك الكلمة، والرسمة، واللون. ولكن ليتك أورثتهم الحب والحنين والشوق الذي تفيض به مع من عرفك.
الدكتور خالد حُسين العُمري

اظهر المزيد

تعليق واحد

  1. لعل ما يجول في خاطر القلم أكبر مما نتوقع !
    لعله يقول لك :- اكتب ولا تتوقف ، فأنا أتنفس ما تكتب ، وأستمدُّ غذائي من مشاعرك الفياضة !
    لا تهْجُرني ، وأنت أعلم بوجع الهجرِ و وقعه على من يُحِبك !

    تقبل مروري

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى