أولى خطوات الترميم… رحيل الحكومة

أولى خطوات الترميم… رحيل الحكومة

عمر عياصرة
الملك معني جدا بقراءة حالة الغضب الشعبي الناجمة عن طريقة إدارة الحكومة لملف أزمة السفارة الاسرائيلية في عمان، والتي نتج عنها جروح عميقة في الكرامة الوطنية.
حجم الحنق كبير جدا، دموع الدغمي، تصريحات القانونيين، ما قاله مروان المعشر، بيان الحركة الاسلامية، آهات الناس على مواقع التواصل الاجتماعي، صمت إعلام الحكومة خجلا مما جرى، كل ذلك، يستدعي اعادة تقدير الموقف، والقناعة ان ثمة شقوق تتمدد في بنياننا الوطني تحتاج الى معالجات سريعة وعميقة.
نعم، كانت هناك عربدة إسرائلية واضحة جسدتها حفاوة نتنياهو واتصاله بقاتل الأردنيين، كما انه كان هناك مأمول شعبي بان نكون اكثر صلابة، وأشد تمسكا بكرامتنا الوطنية.
في النتيجة، لم تتطابق توقعات الناس مع سلوك الدولة، وبدا الارتباك وسوء الاداء وبؤس الاخراج واضحا جليا على اداء الحكومة بكافة وزرائها.
وزير الداخلية يغرد في واد، والخارجية في واد مختلف، اما وزير الدولة للشؤون القانونية فقد كان حائرا مرتبكا، وبحث الناس عن دولة الرئيس فلم يجدوه الا غائبا حاضرا في مشهد سوداوي لم يعرفه الدوار الرابع من قبل.
الحل، بعد كل هذه الشقوق، ورغم معرفتي بان اتخاذ القرار لم تكن الحكومة مسؤولة عنه بالكامل، الا أنني أرى ان بداية الترميم يكون برحيل الحكومة، على أقل تقدير كتغيير سيكولوجي يعمل على تهدئة هياجنا النفسي العارم.
يجب عدم الرهان على الوقت، ولا أن يكون التعويل على ذاكرة الأردنيين القصيرة، فالفجوة تحتاج الى سرعة بديهة فعالة، والا كان الخسران على الجميع.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى