أن تُعالج غضبك كالحمار! / مادلين احمد

أن تُعالج غضبك كالحمار!
أنا أكرهك ” . محظوظ جداً من يمُر ضيفاً في هذه الحياة دون أن يُكره، وأعتقد أن لا مكان للمحظوظين على هذه القشرة الأرضية، فمهما حاولت لن يُحبك الجميع، وأيضاً لن يكرهك جميعهم. بالتأكيد نُحب ونكره، وأنا ذاتي أحب وأكره جزء مني، من حياتي، من المحيط والأشخاص والأقارب، ولكن ما معنى أن تكره؟

هل الحقد والأذى والغضب من متممات الكره؟ أم أن هذه أمراض عُلقت سهواً على شماعة الكُره؟ أم أن العجز عن وجود سبب يُبرر الأذى فأُلصق الأذى بالكُره؟ جميعها مصطلحات نبنيها في ظل تعاملاتنا بالمشاعر واللاشعور. حياتنا ككل هي مجموعة من انفعالات المشاعر وتبادلها بين الحب والكره، الفرح والحزن، الغيرة والحسد والغضب والكثير. ولكني عجبت من أمر واحد، هل فعلاً الكره والغضب سببان يُبرران الأذى؟

تعرفت منذ سنتين على عالم كُنت أجهله سنوات، بل رُبما كُنت أُنكرهُ. كُنت قد قرأت عن عالم السحر والشعوذة والعالم الخفي الذي لا نراه ويسكنه عدد لا مُتناهٍ من الجن، ولكن كانت قراءة من باب العلم بالشيء، مرور الكرام. لم أكن أعلم آنذاك أن السحر يتعدى الحركات الخفية ويتعدى أن يكون خدعة كحمامة تطير من قُبعة، أو رُبما أن يقرأ أحدهم أفكارك وأن يُخبرك عن ماضٍ عشته بعيداً، بل لم أعتقد أنه يتعدى الطلاسم التي يُؤمن بها البعض ليتقرب من الشيطان الذي يعبده. حتى تلك الآيات المُفسرة من القُرآن الحكيم لم تكُن كافية لجعلي أُؤمن حقاً بوجود شيء لا أراه ولكن يُمكن أن يُستخدم ضدي، أساطير لا يسع لعقلي تخيل وجودها في هذه الألفية!

رُبما أنكرته لكثرة الدمار الذي نراه، نرى الحرب، الفقر، الحاجة والجوع. اعتقدت بأن وجود السحر مرتبط نوعاً ما بهذه الدائرة، فلو كان هناك سحراً وجن قادر على فعل شيء يصعُب علي كبشري فعله؛ فلم لا يُشبع بطون هؤلاء؟ أو أن يُمسك سقف ديارهم، أو ربما ينفخ بنيرانه على العدو، كجندي خفي على الأقل! ولكن لم أكن أعلم أن في قلوب البشر استخدامات أسخف، جل ما يٌفكرون به هو كيف نُفرق بين فلان وفلانة، كيف يُصبح خاتماً في إصبعي، كيف يُحبني ويكره أُمه! عجيب!

مقالات ذات صلة

لم أكن أعلم أن عبارة ” ابتلع غضبك ” سليمة ومؤذية لهذا الحد، أن تبتلع الغضب هو أن تحفر فجوة في داخلك، كلما ابتلعت غضبك أكثر كُلما حفرتَ نفسك أكثر وملأتَ هذه الحفرة بكمية من الهَدم، هدم نفسك وهدم من أغضبك. ولكن هل يستحق غضبك أن تلجأ للهدم؟ هل الذي أغضبك يستحق أن تطلب من ساحرك جن يسكنه، يُتعبه، يُذله، وربما يقتله! عجزت أن أرى بشاعة تفوق بشاعة البشر، وعجزت أن أتهم كائنات أخرى بالغباء وعدم الإدراك. اجلب لي ساحرك ليُقنعني بأن عقلك الذي فكر باستخدام الجن للأذى، مُدرك أكثر من عقل الحمار!

لو أنني أملك تلك الميزة والضعف في النفس للجأت للجن لقتل ترامب، لشق بطن الغني وإرجاع اللُقمة التي سلبها من لسان الفقير، لإلغاء الحدود القومية التي تقتل الأبرياء، ليحرسوا البحر ويمنعوه من ابتلاع الأطفال، ولكن أن يحولوا عقلي لأقل من عقل حمار؟ فكروا مرتين

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. فعلاً
    ليش ما يستخدموا السحر لاشياء اهم تصلح بلادنا
    من زمان بفكر بالموضوع
    لو قادر اسحر اي شخص ليش ما اسحر حد مؤثر بالعالم

    الله يبعد عنا و عنك السحر و السحرة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى