أننتظر الرزاز ؟ /    باجس القبيلات

أننتظر الرزاز ؟
كتبت الروائية الجزائرية (أحلام مستغانمي) في روايتها المعروفة (فوضى الحواس) – التي تحدثت فيها عن الصراع المسلح بين النظام الجزائري والجماعات الإسلامية في مطلع التسعينات – : “نحن نبحث عن رجل في بساطة أهلنا، ويمرّر يده على رؤوسنا، ويربّت أكتافنا، ويقول لنا أشياء بسيطة نصدّقها، ويعدنا بأحلام بسيطة ندري أنّه سيحقّقها، ويبكي أمامنا على كلّ من ماتوا، دون أن يحقّق في انتماءاتهم، ويعتذر للأحياء عن موتاهم وللموتى عن اغتيال أحلامهم .
رجل يعلن الحرب على من سطوا على مستقبلنا، وبنوا وجاهتهم بإذلال الوطن.
يقول :”الوطن قبل كلّ شيء” فيوقظ فينا الكبرياء.
وتصبح كلماته البسيطة شعارنا” .
حديث الروائية (مستغانمي) يحمل في طياته شيئا كثيرا مما حدث في البلاد خلال الأيام القليلة الماضية،  ويتجلى ذلك، في الموقف الذي أظهره الدكتور (عمر الرزاز) يوم الخميس الماضي أثناء عملية منح الثقة للحكومة، عندما حاول أحد المواطنين الجالسين في الشرفة القفز إلى القاعة المخصصة للنواب والرئيس، مما أثار الجميع وعلى رأسهم دولة (الرزاز) الذي انطلق صوبه وأظهر  مشاعرا نبيلة، ظنا منه بأن الرجل يريد الانتحار .
توقع أناس عديدون أن المواطن سيكون كالمستجير من الرمضاء بالنار، لكن الدكتور – (الرزاز) – ابتسم ابتسامة مشرقة بالإيمان والحب والسعادة وهرع إلى لقائه والحديث معه، واللين والرفق ظاهران على محياه .
هذه المواقف الجميلة التي تنم عن المسؤولية الشخصية والرغبة الصادقة والحقيقية في العمل والبناء، طالما أرهقت الأردنيين وأثارت الضيق والضجر في أعماقهم، نتيجة توغل المسؤولين بقضائهم معظم أوقاتهم داخل مكاتبهم الوثيرة بخاصة في الأعوام المنصرمة التي نادرا ما كان يحصل فيها المرء على حاجته  بطريقة مهذبة، حيث كان يحرص بعض المسؤولين المتغطرسين أن يطمسوا المواطن المسكين المطالب بحقوقه ويتناسوه ويحرموه أخذها .
لذلك أنا مؤمن بأن إصلاح البلاد لن يتأتى إلا عن طريق العمل النابع من القلب من أجل خلق أناس فاضلين .

 

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى