أنجلينا جولي حاضرة وهم دوماً غائبون / نداء أبو الرُّب

أنجلينا جولي حاضرة وهم دوماً غائبون

لا بد لك حينما تقرأ عن كارثة إنسانية تعصف بأي بقعة في هذا العالم المترامي الأطراف أن تلمح اسم أنجلينا جولي هنا أو هناك، لن نتحدث عن إنسايتها اللي باتت معروفة للعيان، ولا عن مواقفها تجاه الصراعات الدولية وتعاطفها الشديد مع كل إنسان، بل سنسلط الضوء على حضورها الذي لا تنطفئ شعلته، ونشاطها الدؤوب منقطع النظير، فهي لا تتعب من زيارة كل بقعة أرضٍ منكوبة، ولا من الدفاع المستميت عن أصحاب الحقوق المسلوبة، فها هي تجهّز نفسها لزيارة نساء الروهينغا اللواتي يتعرضن لعنفٍ جنسي واغتصاب جماعي من القوات المسلحة في ميانمار بعدما تأزمت أحوالهن وأهمل الكثير من مسلمي العالم أوضاعهن.

سيأتي وفدٌ متخصص في الهجوم والنقد ويبدأ بسرد تفاصيل حياة أنجلينا الخاصة ويتهمنا بعشق الغرب وغض الطرف عن محاسن العرب! سيأتي ليقول بأنها ماسونية وعميلة، أو امرأة شاذة جنسياً وسلوكياتها مقرفة، لكن في ظل مواقفها الإنسانية هذه على الرغم من تحفظ الكثيرين على أسلوب معيشتها أين هم إخواننا العرب المسلمون؟؟ كم من فنان وشخصية عربية مرموقة يحمل لقب سفير النوايا الحسنة لم نلمح صورته ولم نسمع صوته في أي كارثة بشرية تحصل في العالم، يغرقون في الترويج لأنفسهم إعلامياً وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وجُلَّ هدفهم حصد ملايين المتابعين والمعجبين، لماذا لم نراهم هناك في ميانمار يدافعون عن حقوق الأقليات المسلمة من الروهينغا؟ إذا كانوا غير مؤهلين للقب سفير النوايا الحسنة فالأولى أن يتركوه لغيرهم، يتركوه للذي يستحق أن يحمله ويتكبد عناء ومشقة مسؤولياته، يسافرون فقط إلى جزر المالديف للاستجمام وتصديع رؤوسنا بصورهم على الانستجرام ويستكثرون سفرة إنسانية إلى إحدى الدول التي تذوق الويلات وتتجرع أقسى أشكال المعاناة.

صدقاً نحن العرب بحاجة إلى إعادة النظر في عروبتنا وإنسانيتنا النائمة، بحاجة إلى بلورة حياتنا وأولوياتنا بما يتماشى مع حاجات غيرنا من المنكوبين المسلمين، الأنانية التي يعيشها بعضنا قاتلة، وتخلي أصحاب المناصب عن مساعدة الغير تعكس واقع شخصياتهم الفاشلة، يجب أن يسأل سفراء النوايا الحسنة من العرب أنفسهم بعض الأسئلة العابرة، لماذا هم دوماً غائبون بينما  أنجلينا جولي حاضرة..؟؟

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى