أنا طفل ولست دمية …. فرح عوض

سواليف – فرح عوض
الطفل ، الكلمة التي تجمع حروف الطفولة والبراءة ، فتُسَطَّر آمال المستقبل في عيون أطفالنا بقلق الأم وتعب الأب ، إلى أن يأتي مريض نفسي يستغلهم وكأنهم دمى لا روح لها ، فيخلق في داخلهم جهنّم تنفضُّ نارها عليه وعلى المجتمع بأكمله !
التحرّش بالأطفال من أعظم القضايا التي نعاني منها منذ سنين ، ويتم الكتمان عنها بسبب ثقافة الخوف لدى المجتمع من العار فيكتّم عليها بالحلول البديلة العشائرية ، فما من ضحية في هذه القضية سوى الطفل الذي ينغمس في داخله أمراض نفسية يُستهان بها تؤثر عليه مدى حياته ،،
في الآونة الأخيرة حسب الإحصائيات يتم رفع 600 قضية كل سنة إلى القضاء تختص فقط في التحرش الجنسي للأطفال ، بينما فعليا الأطفال الذين يتعرضون لذلك يصل عددهم إلى 200 طفل سنويا !
وعلى الرغم من أن قانون العقوبات الأردني قد وضع قوانين للرّدع من قضايا التحرّش التي تبدأ من ( التحرّش الى هتك العرض إلى الإغتصاب) وقد يصل بعضها إلى الإعدام في حال كان عمر الضحيّة أقل من 18 عاما ، إلى أن بعض المختصّين يرَوْا أن تلك القوانين تحمل الكثير من الثغرات التي قد تمكّن المجرم من الفرار منها وتهدر حقّ الطفل .
ولا يمكن هنا إلقاء اللوم على الطفل ذاته ، لأنه في هذه المرحلة يحتاج إلى رعاية وعناية صحية ونفسية مهمَّيْن ، وأيضا لا يمكن تبرير فعل المجرم بأي وسيلة لأنه ليس سوى حيوان ناطق أراد تلبية رغباته فقط والإفتراس بضحية ضعيفة لا تستطيع التغلّب عليه ، نظرًا لذلك كثير من حملات التوعية والمؤسسات الإجتماعية تداولت هذه القضيّة ، منها “حماية الأسرة” التي تقوم في كل فصل دراسي بزيارة المدارس وإعطاء محاضرات توعية للطلّاب.
ولكن من أهم الوسائل لوقاية الطفل من التحرّش هي توعية الطفل نفسه .. بعيدا عن العيب يمكن توعيته بطرق سليمة تنير فكره بسرد قصص أطفال قصيرة له ، وتوعيته على أن جسمه حق له فقط ، لا يمكن لأحد بلمسه أو مضايقته .
وترى المحامية أسمى الخضر ” أن التحرّش بالأطفال هو خلل جنسي يأتي نتيجة لخلل نفسي ولكن قانونيا يمكن أن نسميه إنحراف جرمي؛ حيث أن تلك الرّغبة المنحرفة بممارسة الجنس مع الأطفال لا تعني فقدان المجرم لعقله إرادته ، وبالتالي هو مسؤول عن كل ما يقوم به ولا يمكن معاملته كالمريض نفسيا ، أو المختلّ عقليا الذي يُراعى عادةً ظروفه عند صدور الحكم ، فالإنحراف الجرمي هو خلل بتكوين الشخص النفسي دون تغييب للعقل والإرادة ” .
كما يرى المختصّ النفسي “الدكتور مصطفى محمود” أنّ علاج ضحايا التحرّش في حال لم يتم باكرًا ، قد يحتاج إلى فترة طويلة لإعادة ثقة الطفل بنفسه ، بالإضافة إلى مساعدته للعوده الى حياته بشكل طبيعي تدريجي ، مشرا إلى أن معظم أهالي الضحايا لا يكترثون لجانب الطفل النفسي ، بل يهملونه ويقومون بتأنيبه ، مما يزيد الأمر تعقيدا بسبب خوفهم من نظرة المجتمع

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى