أنا الأردن من جديد ..

مقال الأحد 10-12-2017
النص الأصلي
أنا الأردن من جديد ..
أثبتت مسيرات أول أمس الجمعة في مدن ومحافظات المملكة أن هذا الشعب نبض العروبة وأيقونة الكرامة التي لا تذوب أو تنطفىء ، فقد أطرب هدير الحناجر العطشى للحقّ مآذن القدس من عمان وقالت له بهتافات النصرة والإصرار: “أنا الأردن من جديد” أنا الأردن الذي ما خذلك يوماً ولن يخذلك، أنا الأردن الذي يغني لفلسطين على وسادة النهر ،أنا الأردن الذي ينسى “رغيفه” أمام قدسه ، فيضع جانباً جوعه أمام كرامته ، ومصلحته أمام مبادئه ويبقى رئة فلسطين التي لا تأخذ شهيق الحرية ولا تطلق زفير السلام الا به..هو الأردن قنديل الدم ووهج المقاومة الحقيقية..
سكتت العواصم العربية وصدحت عمان ، فتلقف صوتها كل مراسلي القنوات الفضائية ليروا العالم كيف يتوحد الدم الأردني في قاف القدس، حتى العلم كان منتشياً يرفرف بعزة وافتخار..كانت ألوانه زاهية رائعة تشبه هذه الأرض كان للكرامة طعم مختلف كرامة طبيعية غير “مهرمنة” او مفتعلة هكذا تصنع المواقف وهكذا يتذكر التاريخ الرجولة..
قبل أسبوعين شاركت في ملتقي للإعلام من اجل فلسطين في اسطنبول وقلت للحضور بالحرف الواحد..ليست مزاودة ولا ادعاء ، لقد تربيت على سماع اسم فلسطين منذ لحظات الوعي الأولى ، قلت لهم: كانت أمي تسند الراديو على شباك غرفتنا الطينية كانت تسمع برنامج “رسائل شوق” للراحلة الكبيرة كوثر النشاشيبي وكانت تفرح أمي عندما تسمع عن نبأ زفاف محمد في الضفة الغربية وعن قدوم مولود ذكر لهاجر أسمته إسماعيل في رام الله..كانت تتابع كل التفاصيل هناك رغم أن أمي أردنية ولا تعرف من فلسطين الا اسمها..لذا لا يمكن ان انسى فلسطين لأنني اذا نسيتها أكون قد نسيت أمي..وهذا حال الذين نزلوا الى شوارع عمان أول أمس يهتفون باسم القدس وفلسطين لقد كانوا يهتفون لأمهم فلسطين..
لكن دعونا نعترف، خطوة واحدة لا تكفي ، الشعوب متعطشة للكرامة رغم انها منهكة بضيق العيش لكنها تنتظر أكثر .. على الصعيد الرسمي بكل تجرّد موقفنا متقدّم على جميع الدول العربية لكننا كشعوب نطمح للمزيد ،ماذا بقي من اتفاق وادي عربة بعد ان نقضوه بنداً بنداً وقطّعوا عُراه ؟ ماذا ننتظر كي نغلق سفارتنا هناك ونحسم أمور “عشّ الغراب”هنا؟..ماذا ننتظر كي نقول لهم “أنا الأردن”..لماذا لا نسلم سفير ترامب رسالتنا المختصرة الموجزة المكتوبة بنبض الشعوب العربية كلها :” الدم مقابل السلام”..عليكم ان تحقنوا سلامكم حتى نحقن دمائنا..

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. بالجوهر..! ترمب خضع لأمر بني إسرآئيل.. ونحن نخضع لأمر الله إن عقلناه.. تسليم القدس لهم ليخضعهم الله لأمره هو وإن لم يكن مرادهم..والأمر هو وليدخوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا. صدق الله العظيم. الدخول أصبح مسألة أمة تفور كالتنور وهو تحصيل حاصل كما شاء الله.

    .

  2. معك 1000 بالمية مع مفالتك باستثناء جملة واحدة وهي: إنه العواصم العربية أيضاً خرجت وشكراً

  3. كل ما تفضلت به كلام جميل , لكن يا صديقي الحدث اعمق واخطر بكثير , سيكون له تداعيات خطيره على الاردن ومستقبله وسيحول الصراع مع اليهود من صراع حدود الى صراع وجود , وربما سيبدوا كلامي اكثر وضوح عند الاعلان عن القدس عاصمة للدوله اليهوديه وحينها ربما ستجد نفسك مضطرا لفرد صفحات موقعك للحديث عن الكارثه زمن طويل .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى