أمريكا والاستفتاء.. رغبة أم فقدان سيطرة؟

أمريكا والاستفتاء.. رغبة أم فقدان سيطرة؟

عمر عياصرة

حريق جديد يوشك على الاشتعال في المنطقة، فهناك اصرار كردي على اجراء الاستفتاء الانفصالي في اقليم كردستان العراق، وهناك سخونة في انقرة وطهران، تشي بضرورة افشال الانفصال ولو بحد «سيف الحرب».
حكومة كردستان صمدت امام كل الضغوط التي حاولت منع او تأجيل الاستفتاء، ولا ندري هل يستشعر هؤلاء حجم التداعيات القادمة وان ثمة حرباً تلوح في الافق، ام انهم يريدون بعد الاستفتاء التريث وتحسين شروط حالتهم الفيدرالية.
ما يثير التساؤلات، وما اعتبره غريبا وضبابيا، هو الموقف الامريكي، فأنا متأكد انه في بواكير الازمة كان داعما للاستفتاء، وانه اغرى الاكراد بالصمود امام الضغوط.
لكنه اليوم مختلف وملتبس، ومرتبك، فالمغامرة الكردية التي كانت مدعومة من واشنطن، قد تتحول الى حرب اقليمية، لا تتمناها الولايات المتحدة مكانا وزمانا.
واشنطن لا زالت منخرطة في حربها ضد تنظيم داعش الارهابي، واي صراع مسلح جديد في المنطقة سيكون متنفسا للتنظيم، وسيعيد انتاج المناطق الرخوة من جديد، وهنا يبدو ان امريكا لم تعد ذات يقين كامل تجاه طموحات الاكراد.
ما اتصوره ان واشنطن تدرك جدية انقرة حين «يداس على مكمن امنها القومي»، وتدرك ان اكراد سوريا يسيرون على خطى اقرانهم في العراق، وان هذه السياقات ستفجر حربا لا محالة.
من هنا اعتقد ان الولايات المتحدة ستسمح بإجراء الاستفتاء بعد فشلها بمنعه، لكنها ستلعب دورا هاما في احتواء تداعياته ومنع تحوله الى مرحلة انفصال واعلان دولة.
تخطئ الولايات المتحدة بمغامراتها مع الاكراد، فالجيوسياسي هناك لا يمكن تجاهله، ولن تتمكن واشنطن من اعادة ترتيبه كما تشاء، فالحرب في تلك المناطق خبرة وامن قومي ورضا شعبي.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى