ألم نحذركم من ابتزاز الصهاينة؟ / عمر عياصرة

ألم نحذركم من ابتزاز الصهاينة ؟
العدو القوي كـ«إسرائيل»، يجب الحذر منه، فاذا ما عقدت معه اتفاق صلح، ستكون شروطه هي الاعلى، وبعد الصلح، اذا سلمته مفاتيح اقتصادك سيبتزك عند كل خلاف، ويعمل على تطويع ارادتك.
لذلك، قال المعارضون لاتفاقية الغاز، وناقل البحرين، ان معارضتنا ليست فقط قضية مبدأ، بل هناك منطق داخلها يقول ان تسليم قطاعات حيوية كالوقود والماء مع عدو، هو ضرب من الجنون والخطأ.
قبل ايام، هددتنا تل ابيب قائلة: اما ان تقوموا بفتح السفارة في عمان متراجعين عن شروطكم، او اننا سنوقف العمل بناقل البحرين، فتعطشون.
هذا ما حذرنا منه، نحن نقرر معهم شراكات اقتصادية، لكنهم يعرفونها بمنطق أيدولوجي وسياسي، ويقومون بتوظيفها في الوقت المناسب لتحقيق غاياتهم الاستعمارية العدوانية.
كيف نسلم لعدونا في مسائل اقتصادية حيوية، الماء والطاقة، اي جنون اصاب عقل البلد الاستراتيجي وفكره الامني، هؤلاء اعداء، في بنيتهم الغدر والخوف وغياب العهد.
اذا في موضوع بسيط نسبيا مثل ازمة اغلاق السفارة الاسرائلية في عمان، استنفروا الاتفاقات، وهددوا بقطع المياه عنا، فما بالك اذا كبرت الخلافات، ودخلت مناطق الحل النهائي والقدس والدور الاردني، فكيف سيكون شكل الضغط والابتزاز.
الذي لا يتعلم من خطئه، لا يستحق ان يستمر، وخطأنا الكبير اننا اعدنا تعريف دولة الكيان الغاصب على انها جار طبيعي، هنا المقتل، ف»إسرائيل» لن تغادر مربع نظرتها لمحيطها بانه عدو يستحق الحذر والغدر.
بعد حادثة ناقل البحرين، وبعد، عدم الاستجابة لطلب الاردن بمحاكمة قاتل الاردنيين في السفارة، يجب اعادة تقويم الموقف، يجب ألا نسمح لانفسنا بالانكشاف امام «إسرائيل»، اظهروا صلابة جذرية، فهناك فرق بين التوازن الاستراتيجي وانعدام الخيارات.

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى