أكشاك للفتاوى على أرصفة مترو القاهرة

سواليف – بمساحة 6 أمتار مربعة تقريباً حجز الأزهر الشريف مقرات له على أرصفة مترو العاصمة المصرية القاهرة، لتقديم الفتاوى الدينية، في خطوة أثارت استجابات متباينة بين الاستحسان أو الرفض والسخرية.

البداية كانت في أيار الماضي عبر بروتوكول تعاون بين مجمع البحوث الإسلامية (التابع للأزهر)، وهيئة مترو الأنفاق بمصر، لتنطلق رسائل دعوية يومية خلال شهر رمضان الماضي عبر إذاعة المترو في خطوط سيره الثلاثة بالقاهرة الكبرى.

وحسب التصريحات للمسؤولين المعنيين فقد ارتأى الجانبان نجاح الفكرة، لتتطور لاحقا إلى اتفاق يتضمن وجود مكان ثابت لأعضاء المجمع بالمحطات، يقدمون من خلاله الفتاوى للمواطنين، في تجربة هي الأولى من نوعها.

وحول أسباب الفكرة، قال أمين عام «البحوث الإسلامية» محيي الدين عفيفي، إن «الخدمة تأتي ضمن جهود المجمع لمواجهة الفتاوى المضللة، التي تحاول تيارات متطرفة ترويجها بأشكال مختلفة، وتيسيراً على المواطنين دون الحاجة إلى السفر وقطع المسافات إلى دار الفتوى.

وتقوم «أكشاك الفتوى» كما يطلق عليها الجمهور أو «لجان الفتوى» حسب التعريف الرسمي لها، بتقديم فتاوى دينية على مدار 12 ساعة تمتد على فترتين من التاسعة صباحاً حتى الثامنة مساءً.

ويتواجد في كل فترة واعظين اثنين أو ثلاثة يكونون «مؤهلين للرد على الأسئلة والفتاوى مجانا»، بحسب الإعلان الرسمي عن الفكرة التي بدأ تدشينها في محطة مترو «الشهداء» في ميدان رمسيس الحيوي وسط القاهرة، مع تجهيز لتعميمها تدريجيا في المحطات البالغ عددها إجمالا في الوقت الحالي 64 محطة.

وأشار الشيخ يوسف محمد، عقب بدء تطبيق الفكرة الأسبوع الماضي إلى أن «الإقبال على لجان الفتوى كبير جدا جماهيريا حيث يستقبلون في الفترة الواحدة أكثر من 40 طلب فتوى».

وبمجرد تدشين الفكرة رسمياً، تباينت ردود الأفعال حيالها.

أمين سر اللجنة الدينية بمجلس النواب عمرو حمروش رحب من جانبه بالفكرة، واعتبرها «متأخرة».

وقال في تصريحات صحفية مؤخرا إنه يتمنى «تعميمها في كافة محطات المواصلات حتى الطائرات؛ لنشر سماحة الإسلام والفكر الوسطي، والبعد عن التشدد والتطرف».

بينما استنكر النائب البرلماني محمد أبو حامد، فكرة إنشاء «أكشاك للفتاوى» بمحطات المترو، واعتبرها «عبثية وسطحية».

وفي السياق ذاته قال مجدي حمدان، نائب رئيس حزب الجبهة الديمقراطية إن «الفكرة محاولة لتقزيم دور الأزهر في الصراع القائم ما بين وزير الأوقاف وشيخ الأزهر.

مصطفى خالد، طالب جامعي (21 عاما)، يرتاد يومياً مترو الأنفاق، هاجم فكرة استحداث مقر للفتوى، واعتبرها تأتي في إطار «فشل المؤسسة الدينية في مصر».

وفي مقابل ذلك، رحب كريم محمد «أحد مرتادي المترو بالفكرة، «دائما ما نشككفي الخطوات التي تتخذها الحكومة»، مطالباً بالانتظار لحصاد تقديم تلك الفتاوى على المستويين الديني والخاص بالسلم الاجتماعي، بحسب تعبيره.

وبالتوازي مع ذلك، شهد موقع التواصل الاجتماعي «تويتر» هجوماً وسخرية كبيرين من فكرة استحداث «لجان الفتوى» بمحطات المترو.

حساب باسم «وفاء صبري» تساءل بسخرية: «سؤال لكشك الفتوى: هل يجوز النزول في محطة مارجرجس (إحدى محطات المترو التي تحمل مسمى رمز مسيحي وتضم كنيسة تاريخية) وما هي الكفارة».

وغرد الكاتب الصحفي خالد منتصر ذو التوجه العلماني: «سؤال شرعي ماذا لو اختلفت فتوى كشك عن كشك آخر في محطات المترو. أي كشك اتبع».

وسخر الحقوقي اليساري جمال عيد من الفكرة، مغردا: «الهند تطلق أول قطار بالعالم بالطاقة الشمسية، ومصر تطلق أول كشك للفتوى بمحطات المترو».

وتعد الفتوى محل اهتمام للمسلمين بمصر، حيث أعلنت دار الإفتاء في كانون الأول الماضي أنها أصدرت خلال العام 2016 أكثر من سبعمائة وعشرين ألف فتوى، شملت كل ما يهم المسلم من أمور في مناحي حياته المختلفة.

كما تنتشر على المحطات التلفزيونية المصرية، العديد من البرامج المختصة بإصدار الفتاوى، بخلاف حلقات الدروس المعتمدة بالمساجد.

الاناضول

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى