أقنعة بلا وجوه / م. رنا محمد خير

أقنعة بلا وجوه

قد يصل الإنسان إلى مرحلة يعتقد فيها أنه يتمتع بالمهارة في التعامل مع النفوس البشرية على اختلاف أنواعها ..
ولكن وللأسف ، يكتشف فجأة أنه مازال طفلا يحبو على هذا الطريق ، فالأمر أكثر تعقيدا مما نظن ونعتقد ..
فكأن النفاق أضحى ” جينا ” يولد بولادة البشر ..
ولكن مع كل يوم يمر نتعلم الجديد ونكتشف المزيد ..
فالكل ينتظر توجيه طعنة غدر عندما تستدير ..
إنما تمنعه اعتبارات تختلف باختلاف نوعك ونوعه ..
كم يتمنى كثير منا لو يعود الزمن للوراء ونعود كما كنا من قبل ..
نفوس بريئة طموحة هادئة نشيطة ..

ربما يكسبنا العمل والاحتكاك بالناس نظرة أكثر وضوحا لبني البشر ..
لأننا نطلع على حقائقهم وبعض خفاياهم ..
وقد استغرقني الأمر لأستيقظ من غفوتي زمنا طويلا ..
اكتشفت أن حقائق الغالبية من الناس على العكس تماما مما تبدو
لا يعطون إلا بعد أن يأخذوا ..
وعندما يقولون ” مرحبا ” ، يقصدون الطعن في الظهر ..
ويقصدون الغدر ..
نواياهم ليس فيها الصفاء ولا النقاء ..
وطيبتهم مصطنعة ..
وكلامهم المنمق يخفي رياء ..
كلامهم تمثيل يخفي نية بالغدر في أول فرصة ..
ومعظم الكلمات مسروقة من الكتب ..
يرددونها دون فهم أوقناعة ولا تعني لهم شيئا ..
كلماتهم مسروقة من القصص والأشعار ..
لا صدق فيها .. وتخلو من المعنى ..
إن هي إلا كلمة .. مجرد كلمة تقال .. لأجل أن تقال فقط ..
فتخدع طيبا ، أو تضر بريئا .. أو توقع فتاة في شرك ( شيطان ) ..
أو ربما تقال للوصول إلى منصب أو رتبة وظيفية ..
كم نتمنى لو يعود الزمن للوراء ..
لنعود أطفالا صغار .. نركض ونضحك ونلعب …
ولكن ظروفا كالتي تحيط بنا كفيلة بأن تغير أكثر الناس ثباتا وقوة …
فلك الله يا أمتي ..
ولك الله أيها الإنسان …

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى