#أفكار و #خواطر / أحمد المثاني

#أفكار و #خواطر

** #حكي #جرايد
في زمن مضى ، كانت الأخبار تأتينا بها الصحف الورقيّة ، و بما تحويه من تحليلات
و مقالات و بضع صفحات ، مخصصة للثقافة و للرياضة ..
كان للصحيفة الورقيّة مجدها و طقوسها ..
و تقاس شهرتها بمدى توزيعها .. كانت الصحيفة تطبع مع ساعات الليل الأخيرة ، ثم يتم توزيعها للوكلاء فالباعة .. لتستقرّ بين يديّ القارىء .. و بالتالي كان الخبر
يفقد الكثير من سخونته .. لأن صحيفة
اليوم هي أخبار الأمس ..!!
كانت الصحف تفترش الأرصفة و يمارس
الفضوليون عليها استراق النظر ، و قراءة
العناوين أو المانشيتات .. التي كانت تتصدر
صفحتها الأولى .. و القليل من الناس من
يدفع ثمنها ، ليطويها في جيب سترته ، و
يمضي إلى عمله ..
في الباصات .. حينما كانت الرحلة مبعثاً
للملل و كانت تشهد اختلاط الأحاديث و
أحيانا الجدال بين راكب و آخر أو ما
يسمى ب ” الكنترول” .. كان بعض الركاب
يستعين على مرارة الوقت و الانتظار بتصفّح الصحيفة .. و هنا تجد استراق
النظر من الركاب من أيمان و شمائل
القارىء .. حتى أن بعضهم ، كان يطلب
الإبطاء في قلب الصفحة الرياضية…
كونه مهتماً بأخبار الرياضة .. و كانت
صفحة المقالات و بخاصة المترجمة
تعاني من عزوف القارئين .. فتقلب
الصفحة هرولة ..!!
كانت صحف أيام زمان رفيقة المثقفين
و الموظفين .. و هواة الكلمات المتقاطعة
تلك التسلية التي انقرضت…
رغم ما كانت الصحيفة ذات مصداقيّة و
شهرة ، بنقل الأخبار و الاستحواذ على
المشاهير من الكتّاب و المحللين السياسيين
إلا أن ثقة المواطن كانت قليلة بتلك الصحف ،فبقيت الإجابة عن أي خبر مكتوب… #حكي #جرايد . .!!
و كان مصير الصحف الورقيّة .. مهما تجمّلت بأزهى الألوان .. و أسخن الأخبار
تنتهي تحت أطباق السفرة .. و صحون
الزيت و الزعتر .. و إن زاد شيء منها
كانت خير وسيلة لتلميع الزجاج !!
… اليوم ، أصبحنا نسمع و نرى :
#سوالف #فيسبوك !!

أحمد المثاني

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى