أعطه “المصّاصة”!!! / د . ناصر نايف البزور

أعطه “المصّاصة”!!!

لعلَّ مِن أبجديات التربية و التنشئة أن يكون الثواب مقدّماً على العقاب؛ فإذا لزم العقاب كان لا بُدَّ للعقوبة أن تحقّق الهدف الإصلاحي طويل الأمد، لا أن تُحقّق بعض المنفعة الآنية كي لا تنقلب الأمور و ينقلب السحر على الساحر… 🙁
فلو كان لديك طفل صغير يُثير الصخب و الفوضى، فمن باب أولى لك كأب ناجح أن تُحضر له بعض الحلوى اللذيذة مصحوبة ببعض الكلمات الطيّبة لتحفيزه على الانضباط و السلوك الإيجابي…
اتخاذ إجراء قمعي مباشر بالضرب أو الحرمان سيعود بالضرر عاجلاً أو آجلاً… فلو كان الطفل يلهو “بمصّاصته” فليس من الحكمة أن تنتزعها منه أو أن توسعه ضرباً لأنّه سيزداد شغباً و حقداً عليك… فينطبق عليك المثل العامّي “أجا يتشحّلها عماها”… 🙁
ففي حربها على الإرهاب الحقيقي أو المفتعل، قرَّرت مصر حذف مقررات التربية الإسلامية من المدارس و استبدالها بمقرر يُسمّى “الأخلاق” في كل صف!!! و في خضم الفوضى الإعلامية و التربوية في بلاد الكنانة، يمكن استبدال مقرّرات التربية الإسلامية لتُسهم في تعزيز منظومة الأخلاق من الصف الأول ابتدائي و حتّى الثانوية فتكون المقرّرات الجديدة على النحو الآتي:
صدق فيفي عبده؛ وفاء نجوى فؤاد؛ إخلاص فاتن حمامة؛ رفق نانسي عجرم؛ كرم تحية كريوكا؛ ايثار آثار الحكيم؛ حكمة شعبان عبد الرحيم؛ نقاء صفاء أبو السعود؛ حلم حنان؛ طيبة أحلام؛ بطولة فريد شوقي… و هكذا دواليك 🙂
لكن الله يُستر ما تنتقل العدوى إلى الأردن و تُصاب بها وزارة التربية والتعليم …. 🙂
يا جماعة، هذه الإجراءات لا تُصلِح المجتمعات و لا تُساعد على اجتثاث المتطرّفين و الإرهابيين كما يرى الحكيم السيسي؛ بل تستفزّ الشباب و تُلقي بالمزيد منهم في مهب عواصف التطرّف و الحركات الراديكالية دفاعاً عن “مصّاصتهم” و دفاعاً عن كُلِّ ما يرونه عزيزاً عليهم 🙁 و الله أعلم و أحكم…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى