أعطنا فرصة / عاهد الدحدل العظامات

أعطنا فرصة

تذكر دائماً يا دولة الرئيس أن الإقتراب من جيوب المواطنين بات يُشكل خطرا يهدد إستمرارية أي حكومة، ولا تنسى أن بقائك مُرتبط برضا الشعب على ما ستقدمهُ بعد أن نجح في إسقاط حكومة كُنت أنت وزيرا للتربية والتعليم فيها ، فسُمعَتك وإخلاصك وما أفلحت في تقديمه للمنظومة التعليمية جعلك مُقرباً من الشعب، ومحبوباً لديهم. فتقبل تكّليفك برحبٍ وسعة وبكل أملٍ على أن تكون مُغايراً في النهج عن غيرك ممن سلبونا وأذلّوا كرامتنا وأفرغوا جيوبنا بالضرائب ورفع الاسعار.

لا تكُن يا دولة الرئيس من المغضوبين عليهم شعبياً، لا تنقذنا من بحور الامل والتفاؤل بعد أن أغرقتنا فيها بأسلوب دافئ لم نعتد عليه من لسان مسؤل من قبل ، كُن جديداً في كل شيء: في النهج، في السياسة، في التعامُل بكل شفافية, في خلق برامج إقتصادية من شأنها أن ترّفد إقتصاد البلد، وتحسن مستوى معيشة من فيه، لا يخطر في بالك أن يكون المواطن هو مصدر سداد العجز وتحصيل النفقات، دآوي الفساد من خلال محاربته, ولا تدردد في محاسبة الفاسدين، وإحالة المُقصرين وإبدالهم بكفاءات مؤهلة لخدمة الوطن والمواطن، إقطع المعونة الشهرية عن الوزراء ورؤساء الوزراء التي تُشكل رواتبهم عبئاً حقيقياً على الخزينة وأقسم لك أن لن تؤثم على ذلك، فهم ليسوا أفضل من مُعاقين البلد الذين اُقتطعت رواتبهم الشهرية التي لا تزيد عن عشرين وثلاثين ديناراً لأسباب سخيفة وسخيفة جداً, خفّض رواتب النواب الذين يتقاضون آلاف الدنانير شهرياً دون أن يقوموا بدورهم الحقيقي تجاه الوطن والشعب.. كُن أنت أول رئيس وزراء في هذا الزمن ينصر الشعب حتى ينصرك الشعب ويحبك كحبهِ لوصفي.

ما زلتُ أذكر ولن أنسى إستجابتك لي عندما بعثتُ لك برسالة عبر إحد نواب المنطقة طلبتُ فيها منك أن تعطينا فرصة أخيرة لنتقدم لإمتحان الثانوية، فجاء في اليوم التالي قرارُك بفتح فرص التقدم.. وحقيقة قد فتحت لي ولغيري مجدداً أبواب مستقبل إكمال الدراسة بعد أن سُدت في وجوهنا.

وهذا ما جعلني أتفاءل بك دون تردد كرئيس وزراء قادم بغض النظر عن التشكيلة التي لم نكن نتوقعها، فكدتُ أجزم أن من يراهن على مسؤل سيكون من الخاسرين، ومع ذلك لن أتسرع في الحكم عليك الا بعد أن نلّمس ما يمكن أن تقدمه وبعد أن نرى خيرك من شرك.

فنحن سنكون واقعيين ولن نُطالبك بالرفاهية المُطلقة، لن نقول لك وظّف كل العاطلين عن العمل، ولا نريد من المليارات الخليجية والمنح الدولية شيئاً.. بل ما نريده أن تعرف كيف تستثمرها بمكانها الصحيح وبمشاريع تدر خيراً على حياتنا الإقتصادية.

أعطنا فرصة للعيش بكرامة ولا تجلدنا بفرض الضرائب ورفع الأسعار دكتور…

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى