أعراس الأخوة الأعداء / كامل نصيرات

أعراس الأخوة الأعداء
أُسرة عدد الأخوة فيها يزيد عن العشرين ..اللهم زدْ و بارك ..! الأخوة مش راحمين حالهم ولا تاركين الناس ترحمهم ..لا يكاد يتفق اثنان أو ثلاثة منهم ؛ حتى تعود الحزازةُ و الكزا مزا بينهم ..! يضيعون ثروة آبائهم وأجدادهم على المجهول ..يتناهشهم الأعداء بخاطرهم ..بل ويعيشون بينهم (فايتين طالعين ؛ طالعين فايتين) وكأن منازل الأخوة بيت (إللي خلّفوا الأعداء وأصدقاء الأعداء) ؛ و الأخوة الفرحون يعلنون صبحَ مساءَ بأنهم (سيسمّعون الأعداء كلمتين ….) ..!
المهم ..ومن باب ذرّ الرماد في العيون ..وحتى لا تضيع هيبة الأخوة الأعداء بين العشائر و القبائل ..ومن كثرة تعليقات و سخرية (ابناء) الأخوة ..قرروا أن يصنعوا عرساً وهميّاً لا زواج فيه ..وأن يكون هذا العرس كل عام مرّة ..يلتقون فيه و يسلّمون على بعضهم و يقولون لبعضهم أيضاً : مبروك ما عملتم أو ما سوّيتم ..وهم لم يعملوا ولم يسوّوا ..بس كذبة و يجب أن يصدّقوها ..! واتفقوا من باب الانصاف و العدالة أن يكون العرس كل سنة عند أخ من الأخوة ..! وهكذا كان..
العرس الأول حضر الأخوة إلا القلّة اعتذرت ..العرس الثاني ..زاد اعتذار القلّة ..و الثالث زاد ..والرابع و الخامس ..إلى أن وصل دور العرس إلى أخٍ لهم لا يفكّرون فيه كثيراً ..ولا يستدعونه إلا وقت الفزعات ..ولا يذكرونه إلا عندما يريدون أن يستكثروا أنفسهم في الشوارع و الحارات ..! لذا ..لم يأبهوا بعرسه ..لم يشاركوه فرحه الوهمي ..إلا قلّة قلية ضغطت على نفسها و ذهبت..وأرسل الباقون أبناءهم أو أحفادهم أو أحد أقاربهم من الدرجة العاشرة ..!
صار العرس ..ولم يعلم به أحد ..وانفضّ العرس و لم يعلم به أحد ..وقد سمعتُ نكتةً قالها (ناقص هزيمات) وهو يبحث عن فردة حذائه الثانية : في العرس القادم ؛ سيغيب المعازيب جميعاً و سيغيب المطربون أيضاً ..و سيبقى العرس قائماً ..!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى