أصحاب الألقاب في خُطب العُزاب.. / د . حسين محادين

خاص – سواليف
أصحاب الألقاب في خُطب العُزاب..

* يعيش مجتمعنا الأردني الكثير من التغيرات حاليا ؛ سواء القيمية أو السلوكية اللافتة التي تُعبر عن هذه طبيعة التحولات؛ ولعل بحث الأغلبية منا عن النِفاق لعدد من أصحاب السُلطة والأرقام وعن المكانات المُتخيلة عند المسؤولين من أصحاب الألقاب سواء المتقاعدين او العاملين منهم ؛ إضافة الى ملاحظتنا لارتفاع نسبة الممارسين للاستهلاك المظهري أي “العرط” الاقتصادي والاجتماعي غير الضروري خصوصا في حفلات الخطوبة والزواج أو حتى في العزاءات رغم قِلة موارد اغلبنا أصلا وفي ظل ارتفاع موجع في نسب الفقر الٍبطالة أردنيا.
* وبناء على ما سبق وترابطا معه ؛ بات من المألوف ورغم تأخر سن الزواج وارتفاع نسب الطلاق في مجتمعنا ، أن نحضر حفلات خطوبة يشارك فيها أعداد كبيرة من الرجال والنساء والسيارات في حفلة “الطُلبة ” وكأن قبيلة / عشيرة تود إخافة أخرى وليس مُصاهرتها عبر عروسين فقط .
* أن هذه السلوكيات الجمعية مرتبطة علميا بمفاهيم البداوة /التريف التي ما زالت حاضرة بقوة في يومياتنا وهي التي تُحب كل ما هو كبير “استكبرها ولو إنها عجره- غير ناضجة ؛ بيت سبع وسّط – أي أعمدة لكِبره؛ السيارات الفاخرة والمُستهلكة للنفط مع ذوي الدخل المحدود جدا ” وبالتالي عقلية “البدوي الصغير” المسيطرة بدواخلنا – رغم مظاهر المدنيّة في حياتنا – هي التي تترجم لنا مُبرر البحث عن الُكثرة وعن أصحاب الألقاب ليكونوا طلابيّيِن للعرايس والمُعطِين للعروس أيضا من نفس المستوى بالألقاب والسلطة؛ فهذه الممارسات المتكررة أي التي أصبحت مقبولة/مطلوبة ومقرة اجتماعيا ؛ إنما تُشبع هذا السلوكيات الغاطس الذهني لدى أغلبنا كجزء من الثقافة السائدة والمظهرية المتناقضة مع قيم الحداثة المفترضة للجموع”الطالب والمُعطي ” ضمن مجتمع أردني يتصف بارتفاع نسب التعليم وانتشار التكنولوجيا فيه ويطالب عبر صناديق الاقتراع المختلفة بسيادة قيم المواطنة الشفافة ؛ ونحن جزء من هذا العالم/ القرية أصبحت القيم الفردية في :- الاختيار والزواج الثراء أو حتى الفقر فيه هي السائدة وليس غيرها من الممارسات التقليدية المرهقة لأطرافها.
* هذا الواقع التحليلي ؛ يتطلب السؤال عن طبيعة وكفاءة ادوار الأسر والمدارس والمساجد والكنائس ومؤسسات المجتمع المدني والإعلام عموما في بث الوعي الحداثي الذي يجب أن يحث كل من منها على أن يُبسط ويقلل من كُلف هذه المناسبات لأنها مستمرة وعادية وخيارات فردية أصلا كموضوعات عادية ومكررة ضمن ما يُعرف ب”دورة حياة الأفراد من الميلاد مرورا بالزواج وصولا الى الوفاة”. ويمكن بذلك أن نسعى جميعا وكضرورة أردنية مُلحة الى تقليص تكاليف الزواج أمام شبابنا من الجنسين وهم النسبة الأكبر من مجتمعنا الشاب في ظل ظروف اقتصادية واجتماعية وطنية تُهدد واقعيا كلِ من الأسر القائمة والمتوقع قيامها من قِبل أبناءنا العُزاب والراغبين بالزواج لكنهم فعليا عاجزون عن تحقيق هذه السُكنى الدينية والدنيوية المُتمناة ؛ما يعنى في ظل بقاء هذا الواقع على ما هو حاليا زيادة نسب الانحراف والتفكك الأسري لا سمح الله…ماذا نحن فاعلون ..؟؟.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى