أشعر بقوة البلد كما لم أشعر من قبل

أشعر بقوة البلد كما لم أشعر من قبل

عمر عياصرة

نعم هناك مديونية على البلد بتهد الحيل، كما ان العام القادم سيوشح بقرارات اقتصادية جبائية تنال من مدخرات ومستوى عيش الاردنيين.
ايضا، في الآونة الاخيرة انكشفنا امام الاقليم، وتخلى عنا الحلفاء «واشنطن والرياض»، وحاول البعض تركيعنا وتطويعنا لنمرر ما يمس التاريخ والمبادئ والمصالح.
رغم ذلك، ومع عناصر الضعف التي اوصلنا البعض اليها، اشعر اليوم بقوة الاردن كما لم اشعر من قبل، انها لحظات فارقة في تاريخنا، نقف الى جانب الطرف الاضعف، فنرى انفسنا اقوياء بكل المعاني المادية والمعنوية.
عناصر قوتنا واضحة، منها اننا نقف مع المبادئ، نجعلها فوق السياسة، فالقدس كانت هوية لنا وتاريخ ودماء وشهداء من الجند والملوك.
القدس في الاردن لم تكن يوما ورقة سياسية، لم نفعل، لم نرضخ للحلفاء، ادرنا لهم الظهر، قلنا ببساطة ان مصالحنا الاستراتيجية تتقاطع مع مبادئنا، فلن نتنازل، وسنحاول لوحدنا دفع الضرر واثبات الحق.
الى جانب التاريخ، تكاتف المجتمع معا، الرسمي الى جانب الشعبي، الموالاة والمعارضة، من شتى الجذور والسيقان السياسية والاجتماعية، تلك كلمة السر في قوتنا.
كل الاردنيين، بلا استثناء، يشعرون بقوة حقيقية غير مسبوقة، يرون انفسهم اقوى واثبت من دول عريقة غنية ترددت وخلطت بين المبادئ والمصالح.
لا نفكر بالكلفة كثيرا، لا نعبأ بها، ندرك ان قوتنا الحالية ان قمنا بمأسستها، والبناء عليها، ستكون عامل ارضاخ وتفهم لحلفائنا تجاهنا وليس العكس.
دروس كثيرة يمكن تعلمها من تعاطينا مع ازمة القدس المتواصلة، فكم اشعر بالقوة حين تعاد الثقة بين الناس والمؤسسات، وكم اشعر بالقوة حين يتغطى الجميع بلحاف واحد، وكم اشعر بعزة القوة حين نعرّف مصالحنا الحيوية ومبادئنا، ونستمر عليها بكل أنفة وعزة.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى