أسيل بدران: قلمي يكره النقطة في آخر السطر

سواليف

ربما لم يخطر في بالها أنها ستصبح يوما ما كاتبة، لأن الكتابة جاءتها قبل أن تسعى إليها، فالكتابة في دمها، تذوقت طعمها منذ الصغر، لكنها حين وصلت إلى مرحلة ما في النضج الفكري تفجرت تلك الموهبة، لتعلن عن مولد كاتبة متميزة، وجدت نفسها تسير في أكثر من اتجاه، فكتبت قصيدة النثر، وكتبت القصيدة الغنائية، وكتبت الأفلام القصيرة بسيناريوهاتها الكاملة، وكتبت فيلما طويلا على الطريقة الهوليودية، وما زال في جعبتها الكثير.

الكاتبة الأردنية أسيل بدران ساقتها الأقدار أن توقع إصدارها الأول في القاهرة، والذي حمل اسم (عواصف امرأة)، حكت فيه الكثير من هموم وأحزان وأشجان، وبين طيات الصفحات ونقاط الحروف أمل كان يبكي، يبحث عن انطلاقته، وانطلق..

مع الكاتبة أسيل بدران كان هذا الحوار:

• متى انطلقت في عالم الكتابة ؟
– أكتب منذ صغري ولكن لم آخذ موهبتي على محمل الجدية مسبقاً، أعشق التعبير عن فرحتي، حزني وتجاربي بقلمي.
أعشق رائحة الورق وأفضل الكتابة عليها قبل طباعتها على الحاسوب،
وأخذت موهبتي على محمل الجدية عندما انتقلت للعيش في لبنان.
• أكانت موهبتك في الكتابة عن وراثة ؟ وهل نضجت بعد محض تجارب عشتها في غربتك ؟
– كتاباتي نضجت من وراء أكثر من سبب:
أولا: ورثت موهبتي عن أمي فعندها موهبة كتابة الشعر والرواية واحتفظت بموهبتها لنفسها.
ثانياً: القراءة، منذ كان عمري خمسة أعوام وأنا أعشق القراءة، وقرأت في كافة المجالات.
ثالثاً: الغربة، والغربة قاسية ولكل مغترب طريقة في التعبير عنها وكنت أعبر بكتاباتي.
• من اكتشف موهبتك ؟
– أول من آمن بكتاباتي الإعلامي المتميز أحمد الوكيل وله كل التقدير.
• الكاتبة أسيل بدران ماذا يعني لك اللقب قبل الاسم ؟
– لقب الكاتبة مسؤولية كبيرة جدا وما زلت أرى مشواري طويلا لأستحقه بجدارة.
أما أسيل بدران فما زالت تملك الإحساس المرهف والشخصية العفوية والرقيقة والحساسة جداً بالرغم من كل الشخصيات التي تقمصتها في كتاباتها.
• أصدرت أول عمل أدبي لك وهو (عواصف امرأة) لماذا اخترت هذا الاسم ولم يكن همسات امرأة مثلا ؟
– الهمسات ليست كافية لتُعبر عن مشاعر المرأة وعواطفها من وجهة نظري،
وعواصف امرأة هي عاصفة كل امرأة اختارت الكتمان بما في داخلها من مشاعر والتي أصبحت عواصف جياشة مع مرور الزمن وآن الأوان أن تُكتب ونشعر بها.
• كما نعلم كتبت هذا الديوان في لبنان فما سبب غربتك ولماذا تم توقيع الديوان في مصر وليس في لبنان أو الأردن ؟ ومن أين تولدت هذه القصائد ؟
– تغربت بحكم عملي في مجال التسويق وقتئذ، فانتقلت من فرع الشركة في الأردن إلى فرع الشركة في لبنان، وقصائد ديواني كتب بعضها في أثناء تواجدي في لبنان وأخرى كُتبت خلال زياراتي القصيرة إلى مصر، أما الباقي فكُتبت في مراهقتي وعدّلت عليها، لكن القسم الأكبر منها تم في لبنان، ولم يكن مخطط لديواني توقيعه في مصر، لكن شاءت الأقدار أن يتم توقيعه أولا في مصر، وأنا الآن بصدد الإعداد لتوقيعه في الأردن ثم سيتم توقيعه في لبنان بلد ولادته.

14800697_10209798622455195_1758003308_n

• عرفنا انك تكتبين رواية.. فأين وصلت في كتابتها ؟
– مازلت في فصولها الأولى منذ سنتين فالرواية من أنواع الكتابات التي تأخذ أعواماً لتنتهي ولا أستطيع تحديد موعد نشرها، ففي كتابة الرواية تطغى المزاجية على الوقت فأحياناً يحتاج الأمر شهورا لكتابة فصل واحد وأحياناً ينتهي فصل كامل في يوم واحد.
• تنوعت كتاباتك ما بين النثر والأفلام الطويلة والأفلام القصيرة والقصائد الغنائية وسيناريو المسلسلات، لم هذا التنوع ؟ وأين تجدين نفسك أكثر؟
– لكل نوع من أنواع الكتابة عمق رائع، وكم هو جميل الغوص فيه ولم أتوقع يوما أن أنجح في كتاباتها جميعها في آن واحد وأن أقدر الجمع بينها والتركيز على كل نوع منها على حدة دون تشتيت، وفي كل عام يمر يطغى نوع منها على الباقيات، وأرى نفسي فيه ولا أعرف إلى أين سينتهي بي المطاف وفي أي نوع سأبدع أكثر في المستقبل، فلا حدود لكتابتي وقلمي يكره النقطة في آخر السطر.
• قررت أن يكون ريع ديوانك (عواصف امرأة) لصالح أطفال مرضى السرطان فلماذا اخترت أطفال مرضى السرطان وهل لهذا علاقة بتجربة سابقة تخصك؟
– تطوعت في مركز الحسين للسرطان قبل عشر سنوات من الآن وتعلقت بطفلة آنذاك مصابة بالمرض وكان عمرها حينها ست سنوات، وكانت تناديني دائماً ماما أسيل، توفيت ولم أكن موجودة بجانبها، عليها رحمة الله، فعاهدت نفسي أن أساعد الأطفال المرضى بما أملك من موهبتي الكتابية المتواضعة، ومما رأيت من قوة وإرادة أدهشتني عند الأطفال المرضى في المركز، فقد تعلمنا أنه لا يوجد مستحيل ولا استسلام في تحقيق أهدافنا بوجود إرادة قوية وثقة كبيرة بالله سبحانه وتعالى.
• فيلم (الطابق الثالث) فيلم طويل كتبتيه من 150 مشهداً، متى سيرى النور، إضافة إلى باقي أفلامك القصيرة؟
– أنهيت كتابة فيلمي الروائي الطويل وأربعة أفلام قصيرة وديواني خلال أربعة سنوات، غير ما أنهيه الآن من رواية وكتابات أخرى، فطبعا لا أستطيع التركيز على السعي في إخراجها للنور مع بعضها بالرغم من مقدرتي على كتابتها جميعا في وقت واحد، وبداية مشواري كانت (عواصف امرأة) وبعدها سأكمل المشوار، خاصة أن إنتاج فيلمي الطويل يُقدر بمليوني دولار تقريبا، والبحث جار على منتج يتولى إنتاجه بإذن الله.
14805454_10209798621815179_37548010_n

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى