أرواح على كف عفريت / جهاد البستنجي

أرواح على كف عفريت

بعد حادث إربد المروع يوم أمس أصبحَ لزاماً على الدولة و على المشرعين إعادة النظر في الكثير من القوانين و التعليمات الخاصة بسلامة المركبات و تأهيل سائقيها بشكل يتناسب مع حجم أهمية و مسؤولية هذه المهنة و بما يتناسب مع أهمية سلامة و أرواح البشر إن كانت الدولة تهتم أصلاً
معظم الحوادث الشنيعة و التي تودي بحياة الكثيرين عادة يكون أحد أطرافها حافلة نقل كبيرة أو شاحنة أو باص نقل ركاب أو طلبة و من خلال مشاهداتي فإنّ معظم سائقي هذا النوع من المركبات لا يتمتعون بأدنى قدر من الشعور بالمسؤولية من خلال سلوكهم على الطرق من تجاوزات خاطئة و سرعات جنونية و حركات بهلوانية تتخطى الخيال، هؤلاء لا يدركون قيمة حياة الإنسان، و من الواجب على الدولة أن تُخضعهم لدورات تدريبية مكثفة من خلال مناهج علمية تختص في السلوك و أخلاقيات المهنة تنتهي بامتحان،
و عرض ذلك الشخص المنوي تسليمه وظيفة من هذا النوع على لجنة ذات اختصاص و على مستوى من المعرفة لتحديد إن كان مؤهلاً لهذه المهنة، و من الضروري أن لا تسمح الدولة لمن تقل أعمارهم عن الأربعين على الأقل بقيادة مثل هذه الحافلات،حتى يكون هذا السائق صاحب خبرة طويلة و تجربة و أكثر عقلانية و شعوراً بالمسؤولية
أن تحصل على رخصة كبيرة تخولك أن تقود حافلة أو شاحنة أو قلاب فإن ذلك لا يعني أنك أصبحت مؤهلاً لممارسة السواقة كيفما تريد
و من الضروري أيضاًَ تشديد الرقابة على أصحاب الحافلات و شركات النقل و معاقبتها على أي إهمال أو تأخير في صيانة مركباتها و الذي يعد استهتاراً بالدولة و الانسان على حد سواء
و كل ذلك يعتمد إن كانت الدولة تأبه بسلامة و أرواح المواطنين.
جهاد ابراهيم عثمان البستنجي

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى