أخي…جاوز الظالمون المدى / م . عبدالكريم ابو زنيمة

أخي…جاوز الظالمون المدى
ما كان لهؤلاء الرعاع أن يتمادوا في ظلمهم وطغيانهم وتجبرهم وبطشهم لو لم يكن هناك غطاء عربي يحميهم ، وما كان لهم أن يدنسوا أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين ومسرى رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم لو لم يأمنوا ويطمأنوا بأن الحكام العرب لن يحركوا ساكناً ولو لفظياً تجاه ما يتعرض له الأقصى على يد هذه الطغمة الغاشمة ، فالقضية الفلسطينية بالنسبة لمعظم دول النظام الرسمي العربي هي تحت التصفية لولا نبض الشعوب العربية الحيّة وحركات المقاومة العربية ومؤازرة ودعم الدول غير العربية للقضية الفلسطينية ودفاعهم عنها في المحافل الدولية..ولا أدلّ على ذلك من تصدي مندوبة كوبا للمندوب الاسرائيلي في اليونسكو بعدما طلب من الحضور الوقوف حداداً لليهود الذين قضوا في المحرقة النازية…ووقفوا بما فيهم معظم المندوبين العرب…عندها نهضت مندوبة كوبا وخاطبت المندوب الإسرائيلي بجرأة ومعرفة بكل جرائمهم ومذابحهم بحق الشعب الفلسطيني وطلبت من الحضور الوقوف دقيقة صمت حداداً على أرواح كل الضحايا الفلسطينيين الذين حصدتهم الجرائم والمجازر الإسرائيلية منذ تأسيس دولة إسرائيل وحتى هذا اليوم ، فصفق كل الموجودين في القاعة ثم وقفوا دقيقة حداد على أرواح الشهداء الفلسطينيين باستثناء المندوب الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني .
رحم الله الشاعر العربي المصري علي محمود طه الذي ألهب بقصيدته لفلسطين كل مشاعر الكفاح والنضال لدى شباب الأمة العربية وكانت كل الإذاعات العربية تصدح بها بصوت المغني محمد عبدالوهاب وبالقصائد والأغاني والأهازيج الثورية الأخرى في زمن النضال والمقاومة والجهاد في سبيل الله ، زمن كانت فيه دول لا تتجرأ على البوح بروابطها بأسرائيل .
ماذا سيكتب علي محمود طه ومظفر النواب وأحمد مطر وغيرهما لو أتيحت لهما الكتابة اليوم وهم يرون مستوى الانحطاط والإذلال والمهانة التي تعيشها شعوب ودول القمعستان؟!! ، ماذا سيكتبون عن حكام وسلاطين يتسابقون في تقديم تنازلات وتنازلات للفوز بجائزة صفقة القرن لتصفية القضية المركزية للأمتين العربية والاسلامية ؟!، ماذا سيكتبون عن الجهاد في سبيل أمريكا وإسرائيل..وعن تصنيف وتوصيف حركات المقاومة بالارهاب ؟! ، وعن السيوف المشرّعة بوجه بعضنا البعض والمغمدة بوجه الأعداء..وعن الأمة والحكام والأئمة الذين يميتون الهدى ويحيون الضلال ! وعن الذين يمدون الصهاينة بالخناجر ليذبحوا بها عروس عروبتنا القدس.. اليوم في زمن البترودولار ما عدنا نحمي كنيسة ولا مسجداً بعد أن أصبحت تل أبيب قبلتنا…وتلك السيوف التي أنشدتموها ما عادت تستعمل الا لذبح الرؤوس المسلمة بعد أن يذكر أسم الله جل في علاه عليها في ساحات الجهاد في سبيل إسرائيل بإفتاء من حاخامات اليهود بالسنة وعمائم إسلامية ما عدنا نسمع صوتها وفتاويها اليوم عندما تعلق الجهاد في سبيل مسرى النبي ، ورايات الحق التي أردتموها ها هي تجوب بلاد قمعستان بألوان وأشكال وتصاوير كلها تحمل لفظ الجلالة تقاتل شرقا وغربا باستثناء أرض الأنبياء فلسطين ، أما أعلام دول قمعستان وفسادستان وطزستان المستباحة…الخ فلا زالت تتزين رايتها وأعلامها بالنسور والصقور رمز القوة والكبرياء والأنفة وجيوشها للاستعراضات العسكرية ولمحاربة أخوة الدم ، ومستقبلاً تتهيأ لحروب أخوة العقيدة والدين…أليست الحمامة رمز السلامة أولى أن تتزين بها تلك الرايات من الصقور الجارحة !!!أما قصائدكم وأشعاركم وأغاني الأوطان والمناهج الوطنية وتاريخ البطولات والآيات القرآنية الجهادية في سبيل الله فلم تعد مستساغة ولا مرغوب فيها وحلّ بدلاً عنها أغاني بوس الواوا وأحبك يا حمار والثقافة الجنسية وبطولات نجمة العرب والراقصة اللهلوبة وكل الثقافات والبرامج المنحطة و “وأن جنحوا للسلم فاجنح لها”… فيا للعار!!.
نعم..فلسطين سيحميك ويفديك الشباب المؤمنين بقضيتهم وعقيدتهم ، فلسطين سيحررك الشباب وقوى المقاومة الذين يرون في كل ذرة تراب منك أقصى وكنيسة قيامة ،سيحررك أولئك المؤمنين بأن هذا العدو لا يؤمن ولا يردعه إلا صليل السيوف ، سيحررك أولئك الذين لا يؤمنون بأن السلام سيعيد زيتونة وأحدة من زيتونك المبارك وما هذا السلام إلا سراب يلهث وراءه الجبناء وأعداء أمتنا العربية ،فجنوب لبنان لم يتحرر بالمفاوضات ومبادرات السلام وانما حرر بقوة وصلابة وضربات المقاومة اللبنانية وبأمضاءات نعالها ، فمن تجاوز المدى ليس فقط أولئك الأعداء الصهاينة وأنما كل من تآمر على القضية الفلسطينية وعلى شعبه ووطنه على مساحة جغرافيا الوطن العربي ،

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى