أحلم يا ابو قنوة … بس لا تسولف !!! / د. محمد يوسف المومني

أحلم يا ابو قنوة … بس لا تسولف !!!

الأسماء و الأماكن لا تعني أحداً ….والبلد المعني هو افتراضي …
دخل ابو قنوة إلى قاعة الاجتماع ……. صدره يغلي كالمرجل…… الفرقاء تجمعوا بانتظار ما سيقوله ابو قنوة …..نهضوا لحظة قدومه ….. أومأ لهم بالجلوس … المجتمعون رؤساء الأحزاب والسياسيين الذين يديرون شؤون البلد ……
وقف قبالة الحاكم وقال : أنت سبب نكبة البلاد ….. أنت رضيت أن تتعاون مع المحتل أملاً بالمنصب وقد كسبته … لكنك لم ترع حقوق بلدك … قراراتك ملبية تطلعات بلدان بجوار بلدك …. أغرقت شعبك بوعود مرفهة براقة لم ينل منها سوى استشراء الجوع والرعب والفقر …. أنت تحكم بلداً أرضه معطاء , باطنها كنز وظاهره نعمة وبركة ……. شعبك لم ينل منها أي شيء …… موارد الوطن استغلها السراق وتجار الحرام والمخنثين….. لم تحفظ نسيج شعبك لان ولاءك للخارج لذلك البلد الذي ارتوى من خيرات هذا الشعب المسكين …. لم تقف بوجه الفساد والسرقات والتخلف والجهل ولم تحاول استمالة الشخصيات الوطنية التي تستطلع الشارع ضد تصرفاتك …. لقد أكدت للأصدقاء قبل الأعداء انحيازك عن وطنك وتعلقك بالمنصب …… اخرج للشارع واستطلع أحوال البلد ……….. سرقات وابتزاز وفساد وقهر وجهل ….. دخول الأجانب والأغراب أرضك واستملاك مدناً ومساحات واستباحة أهلها وترحيلهم منها!!!!!!!!!!! أنت سمحت لأنصاف الرجال إدارة أمور بلدك …….. بددت خيراته… وزعت حقوق شعبك على وزرائك ونواب البرلمان وهبت لمن لا حق له كل ما لا يحلم به اتقاء شره وشراء ضميره .. بسياستك العرجاء الشوهاء مكنت جزء من شعبك بالكفر بوطنيتهم … أنت …. أنت…أنت….
أنت ومستشاريك سرعتم بسقوط البلد الذي يمتلك حضارة ما قبل التاريخ ……. لن يغفر لكم التاريخ سوء إدارتكم ….. والشعب سيحاكمكم ………. انتم لم تحفظوا ضمائركم بل هرولتم نحو مصالح زائلة ……………..
تحرك ابو قنوة ناحية أحزاب المعارضة وهي مشاركة بالحكومة بوزراء ونواب ودرجات وظيفية عاليه لكنها معارضة !!
وقف قبالة رئيسهم وقال:– انتم أسوأ من غريمكم وزبانيته …….. ولاؤكم لم يكن وطنياً ……… لسانكم عربياً وقلوبكم غربية …. تهرعون خارج سور الوطن بشكاتكم التي تزيد من عمق جروحه ……. بعضكم يلجئون إلى لبنان تركيا والخليج عشاق تمزيق الوطن …. وبعضكم يهرولون إلى بانكوك وسيرلانكا للعب القمار والمساج … وبعضكم يركعون لأمريكا وأوروبا ولمتربصي سقوط البلد ……. الكل لا يمتلك الحس الوطني …. حري بكم أن تتقاربوا لا أن تتدابروا …… تحت عنوان نصرة الدولة من الطامعين والمتربصين والحاقدين … سمحتم للأجانب لتعشش في مساحات شاسعة واكتشفتم جرائمهم .. لم يسلم منها الكبير ولا الصغير لا الشرقي ولا الغربي لا المسيحي ولا المسلم ولا الشمالي ولا الجنوبي ….. انتهكوا اقتصاد البلد انتهاكا باسم الخصخصة والعولمة والاستثمار .. أقاموا المهرجانات الماجنة باسم الثقافة … أفقروا الشعب وانتم تتصارعون على الكراسي دون برامج اقتصادية أو تنموية ……….. انتم شركاء في تمزيق البلد …………. انتم….. انتم !!!
أفاق ابو قنوة مرعوبا أبصر زوجته تهدئ من روعه.. أفهمته أن كابوسا قد جثى على صدره .. وسيزول رعبه بعد دقائق …
جال ببصره فوجد نفسه على سريره الخاوي … ليس هناك قاعة وليس هناك أشخاص باعوا الوطن مقابل مناصب!!!!
شهق ابو قنوة وانتحب وخاطب زوجته :– كل ما رايته كابوسا !!!!!!!!!!!؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجابت بكل هدوء بعد أن سرد عليها الحلم :— لا تبكي يا ابو قنوة يا ابن العم … فكل أهل البلد يعانون من كابوس الحكومة … ارفع يديك إلى الباري بأن يرفع هذه الغمة عن هذه ألامه….
همهم ابو قنوة في سره :- قل اللهم مالك الملك تؤتي الملك من تشاء وتنزع الملك ممن تشاء وتعز من تشاء وتذل من تشاء بيدك الخير إنك على كل شيء قدير … يهلك ملوكا ويستخلف آخرين …. فكما أزاح جبابرة عصورهم هو قادر أن يزيح — صراصير — الزمن الحالي!!!!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى