أحلام انتخابية / رائد عبدالرحمن حجازي

أحلام انتخابية
الساعة الثانية بعد منتصف الليل ها هو أبو طايل عاد للتو من مقره الإنتخابي , أم طايل كانت تنتظره ككل ليلة إلا أن هذه الليلة تتميز عن سابقاتها بأنها ليلة الإقتراع .
حضور أبو طايل للمنزل الهدف منه أخذ قسطاً من الراحة ولو لبضعة ساعات كون يومه القادم سيكون حافلاً , فهو يتوقع أن يكتسح نتائج الفرز حسب وعد الناخبين له . وما هي إلا دقائق وكان أبو طايل مستغرقاً في نومه . بدأ يحلم بما بعد الفوز وها هو يعود لأم طايل وبشارة الفوز واضحة على مُحياه حيث دار الحوار الأتي بينهما :-
أبو طايل : زغرتي يا أم طايل تراني فزت وجبت أعلى الأصوات
أم طايل : الحمد لله يا ما أنت كريم يا رب
طبعاً رافق ذلك زغرودة بواسطة لسانها وبتردد مقداره 20 حركة في الثانية الواحدة.
أبو طايل : هساعيات بفتشح عين كل واحد بقى مستنى خسارتي وبفرك له بلبها بصلة .
أم طايل : فوت جاي ريّح وحط راسك ونام , تراك من امسات ما غمظت لك عين .
أبو طايل : وشو بتقولي يا مرة , شو نام وما أنام . هسعيات بدي أروح أخلع سيارة جديدة واحط عليها النمرة الحمرا
أم طايل : يا بي بده يصير عندك سيارة نمرتها حمرا
أبو طايل : ها تشيف لعاد أقل منها , هُم اللي بحطوا نمرة حمرا على سياراتهم باقيين أحسن مني
أم طايل : فشروا أنت سيدهم وتاج راسهم , أبس يا أبو طايل بتصير ترتشبني بحذاك بالسيارة مشان أقاهر نسوان الحارة
أبو طايل : لأ … شلون بدي أرتشبتش بجنبي , مالتش انجنيتي ولا صار لمختش إشي ؟
هنا تبدلت حالة أم طايل وأخذ الحُزن من قلبها وتعابير وجهها مكاناً واضحاً , لكن سرعان ما تدارك أبو طايل الأمر وقال لها ممازحاً : يا أم طايل أنا برتشب من قدام بجنب الشوفير وانتِ بترتشبي من ورا.
ضحكت أم طايل وعاد لها نشاطها وقالت : أوووه جخة وأخرى بدك تحط سايق .
أبو طايل : إسمعوا على هالحتشي , أُخرى بدتش إياني أني إللي أسوق , أي مهو بتلاقيني إيد قاظب بيها التلفون وبحتشي بيه والإيد الثانية بغدى مطلعها من الشباك هيتش , ومد يده ليُريها كيف سيكون وضع يده وهي ممدودة من الشباك ولكنه استيقظ ويده ممدودة على طولها بسبب شدها من قِبل أم طايل وهي تقول له : قوم يا زلمة الساعة صارت ستة الصبح .
إنتهت الانتخابات وظهرت النتائج وفاز خمسة من المرشحين , حيث حصل الفائز الأول على تسعة ألاف صوت والخامس حصل على سبعة ألاف صوت . أما صاحبنا أبو طايل فحصل على أحدَ عشرَ صوتاً.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى