أحرار الوطن بين الحمايدة و الحويطات / ضيف الله قبيلات

بسم الله الرحمن الرحيم
أحرار الوطن بين الحمايدة و الحويطات
تداعت الوفود من كل المحافظات و خصوصاً من مناطق بني حميدة من مادبا و ذيبان ثم الكرك و الطفيلة إلى مضارب العز عند الحويطات نصرةً لقضية الوطن العادلة و بطلها “معارك أبو تايه”.
في كل المناسبات يدور الجدل حول أوضاع قبيلة بني حميدة عامة, فيأخذ شكل التلاوم أحياناً و التمجيد أحياناً أخرى, دون الأخذ بعين الاعتبار الظروف السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية لهذه المنطقة الجغرافية المهمّشة البائسة و الدور الرئيس الظالم للسلطة.
ينحاز أغلب أهل هذه المنطقة على الدوام للمعارضة و الاحتجاج و المقاومة السلمية, ذلك لأنهم على درجة عالية من الوعي السياسي و الثقافي إضافةً إلى الموروث الجيني الذي يُميّزهم بالجرأة و الإقدام حيث يتميّز “عيال السياح” بالجسارة و لا يهابون الخسارة, في حين يقبل آخرون قلّة هم في الأردن بامتهان كرامتهم و العيش الذليل في ظل الاستبداد و الفساد.
إنَّ شباب بني حميدة الأحرار و منذ مئة عام دفعوا و يدفعون دائماً ثمن معارضتهم و مقاومتهم السلمية للفساد و الاستبداد حيث الفقر و البطالة و البؤس تفرضها عليهم السلطة بتوجيه مُمنهج, إضافةً إلى التخويف و الإرهاب ثم الإفساد المتمثّل بنشر المخدّرات و كل وسائل الإنحلال.
ثم تبثُّ السلطة في الأوساط حديثاً عن المُفاضلة بين الخضوع و الاستسلام للفساد و الاستبداد أو الفوضى و الخراب, مع أن خيار المقاومة السلمية هو حقٌّ لكل شعوب العالم, لأن الفساد و الاستبداد فيه امتهانٌ لكرامة الإنسان و يؤدي بالتدريج إلى تدمير حياة الجيل الحاضر و الأجيال القادمة ــ و الواقع أكبر شاهد ــ.
و الحقيقة أنّه إذا نتج عن المقاومة السلمية و المطالبة بالحقوق فوضى, فهي فقط نتيجة هيمنة الاستبداد و إصراره على قهر الناس بالقوة الغاشمة لمنعهم من المطالبة بحقوقهم, و ليس نتيجةً للمقاومة السلمية التي هي خيار سياسي أخلاقي حضاري إنساني كفلته كل الشرائع السماوية و كل منظمات حقوق الإنسان الدولية.
في ظلِّ الدعم الخارجي الكبير لسلطة الاستبداد, لا أرى بصيص أمل في أن تتوقف هذه السلطة عن الاستمرار بسياستها الظالمة في المدى المنظور, بل أتوقع المزيد و الذي سيُقابل طبعاً بالمزيد من المقاومة السلمية.
جاءَ في التاريخِ أنَّا … سوف نمحو الضّيمَ عنّا.
و اسألوا “معاركْ” يُجِبكمْ … لا جواب اليوم منّا.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى