آن أوان الحديث مع حماس / عمر عياصرة

آن أوان الحديث مع حماس
غاب الاردن عن ترتيبات غزة الاخيرة (المصالحة الفلسطينية)، ويجب ان لا يغيب، فهناك طبخة تطبخ غربي النهر لا يستوي معها الا ان نكون قريبين وجالسين مباشرة فوق الطاولة.
في السابق استغربنا قطيعة الاردن مع حماس، لكنها عند البعض متفهمة، اما اليوم فاللعبة لا تحتمل استمرار العمل بالادوات العتيقة، فالمنطقة مرنة، تتغير فيها التحالفات بسرعة، ولم يعد من المجدي ان لا يتحدث طرف مع آخر.
مصر بنظامها الحالي، تصنف الاخوان المسلمين كإرهابيين، وتزج الآلاف منهم في السجون، ورغم ذلك قررت بضغط مصالحها العليا وانسجاما مع رغبتها بلعب دور اقليمي قررت الانفتاح على حماس بالشكل الذي راقبناه اخيرا في غزة.
الاردن اولى من مصر بذلك، والتوقيت اكثر الحاحا كي نذهب بهذا الاتجاه، فنحن معنيون بالاشتباك العملي الحيوي مع المشهد الفلسطيني، فعلينا ان نراقب ونتابع ما سيجري على طاولة الصفقات، حيث كلما غبنا اكثر كانت الحلول على حسابنا اكثر.
لم تعد السلطة (حركة فتح) هي اللاعب الرئيس في المشروع الوطني الفلسطيني، بل لم تعد هي الورقة الوحيدة الناضجة في على طاولة التفاوض، كما ان العالم واميركا واسرائيل تعترف بفعالية كل اطراف المشهد الفلسطيني وتلقي لها بالا.
من هنا، وبعيدا عن حسابات الداخل الاردني المرتبطة بالعلاقة مع الحركة الاسلامية، والتي يشوبها التوتر والصراع، ارى ان الاردن مطالب وطنيا بالانفتاح على حركة حماس مباشرة وبدون وسيط، فذلك مفيد لنا في المشهد الفلسطيني، ويمكن له ان يجعلنا اكثر قدرة على المناورة والحركة والمعرفة بما يجري غربي النهر.
علينا تجاوز عقدة ادارة الظهر للاسلاميين، فحماس الان لاعب لا يمكن تجاهله، وحلفاء الاردن الذين تمت مجاراتهم في النفور من الاسلاميين، نراهم يقيمون علاقة وتفاهمات مع حركة حماس، وقد آن اوان الاقتناع بأننا اولى منهم بكل ذلك.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى