وطن تحت السكانر

رفضت سيدة عراقية الخضوع لـجهاز المسح الضوئي في المنطقة الخضراء ،بعد أن شاعت قصّة تبادل جنود الاحتلال  صوراً عارية لنساء عراقيات يتم التقاطها عبر أجهزة ماسحة ضوئية (سكانر) في نقاط العبور.. هذا الخبر الصغير الذي بثه موقع اخباري معروف ، لم يحظ بأي من تعلقيات القرّاء ، بينما وصل عدد المعلقين على خبر  زيارة مهنّد (…) بطل مسلسل نور التركي – في ذات الموقع-  الى أكثر من مئتي مهتم ومهتمة عربية.مما يعني أن حتى الرفض عن طريق الثرثرة صار مفقوداً، وحتى أضعف أضعف أضعف الإيمان في تغيير المنكر لم ينل شرفه المواطن العربي في هذه الأيام خالية الدسم وخالية النخوة ،وبالتالي فإن خبراً صغيراً كهذا  يساوي فيزيائيا حجم ووزن وخواص الكرامة العربية المعاصرة..*** لم يعد شيئاً يستفّزنا ،يحرق دمنا ، يغضبنا،يحرّك شرقـيّـتنا،  صرنا جماهير من البلاستيك،ننتظر دورنا في اللعبة، ونعرف مصيرنا سلفاً..نتجمّع كأكوام من المآسي في مصانع إعادة التدوير والتدمير التي يملكونها..ثم نعود على شكل ضحية أخرى..  لقد تجاوزا احترامنا كشعوب فتمادوا على أوجاعنا، انهم يتعاملون مع عالمنا كما لو أنهم ذاهبون برحلة سفاري..ماذا يعني أن تنتزع  عباءة الطهر التي غطّت المرأة العراقية منذ  7000الاف سنة ، ماذا يعني أن يعبث في عفة طفل رضيع، أو في حرمة ميّت طازج ، ماذا يعني أن تبصّم العصافير في آخر النهار وتثبت حسن سلوكها ، ماذا يعني أن يوقف سمك دجلة على معبر نهري يوماً كاملاً بغية التفتيش والتحقيق والاعتراف باسم طائفته… ثم ، ماذا يعني للمحتل أن يمرّ الوطن كله من تحت السكانر؟..ما دامت الأوطان في عرفهم  مجرّد حقيبة سفر وبندقية.. احمد حسن الزعبيahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى