هل أراك!!! / محمد العيسى

هل أراك!!!
أماما عاليا جانبا أسفل ، يديك على خصرك وتحرك يمينا يسارا توقف!!
والآن فالنستمع إلى آيات من الذكر الحكيم يتلوها عليكم الطالب “فلان” ، يخرج هذا الطالب فيقرأ ما تيسر له من القرآن الكريم ومن ثم ينهي ، والآن مع فقرة هل تعلم..
من منا لم يسمع هذا الكلام ، من منا لم يرفع يده في جميع الاتجاهات بتلك الحركة الصبيانية وكأننا نهلل بذلك الصباح المدرسي ونحايل أنفسنا لتقبل اليوم المدرسي بكل ما فيه من دروس ومسائل وواجبات وحلول ، وبعيدا عن أكاديمية الموقف الا انني وكطفل صغير في المدرسة كنت أنتظر الطابور الصباحي بفارغ الصبر كي أنشد ” موطني موطني ” هذا النشيد الذي كان يقشعر له جسدي كلما رددته في الصباح ، كنت أشعر وكأن الشاعر ابراهيم طوقان كان يمسد على رؤوسنا مبتسما يردد معنا ” موطني موطني ” .
يأخذنا طوقان ببساطة وعمق كلماته في هذا النشيد نحو حلم الواقع ، كلمات خطها طوقان وكأنه كان يقصد أن تلامس عقول الصغار قبل الكبار وكأن الأمل في عينيه كان تجاهنا وفينا حيث أن كل كلمة قالها لم يعشها في وطنه الأول فلسطين ولكن لعل من يسمعها أن يراها في يوم من الأيام سواء كان في فلسطين أو أي مكان حولها ، وهذا ما شدنا لهذا النشيد حيث ان سماعه بشكل يومي كان يشعرنا بالأمان وأننا سنعيش كل لحظة شعرية فيه على أرض الواقع ولكن..
هلْ أراك سالماً مُنَعَّماً وغانماً مُكَرَّمـاً هَلْ أراك في عُــلاكْ تَبْلُــغُ السِّماكْ !! وضعنا طوقان في مأزق وطني حقيقي منذ الصغر حيث أن هذا النشيد قيدنا بأسئلة لم يجبنا عليها الوطن حتى الآن ، لا زلنا ننتظر أن يستيقظ الوطن وهو بكامل عفويته ويقول نعم سترون ومن ثم نرى الا ان الحال يقول أننا لا زلنا نعيش حياة طوقان مع هذا النشيد نسأل ولا مجيب!!
نَسْتَقي مِنَ الرَّدى وَلَنْ نَكونَ للْعدِا كَالعَبيدْ ، أين من ذهبوا الى اسرائيل بعباءة الشيخة من هذه الابيات ، أين كل متاخذل منها!! الا يكفينا أننا لا نجد اجابات هل ينقصنا ذلك الخزي أم أن من نصيب هذا النشيد أن يبقى حبرا على ورق ، أم أن الطابور الصباحي المفعم بكل تلك الوطنية سيبقى موقف لحظي يتلاشى ووتتلاشى معه كل الأحلام!!
مات طوقان ولم يحقق نبوئته وكم أخشى أن نموت نحن ويبقى السؤال ” هل أراك ” !!!

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى