هذيان في الضياع والوداع

[review]
رسالة إلى رجل يهمني ….

سيدي ..

كنت أحاول أن لا انتبه لرحيل الشمس في هذا اليوم .. وان لا أصغي لصورة صوت النار المشتعل بالأمس .. للدفء .. والحنين .. وما تناثر من شفاهنا من همس .. كنت أحاول

لكنها كانت ترحل والليلة تعلن ولادتها … نجماتها تضاء وقد تغير لون السماء …!!

مقالات ذات صلة

وعجبت … من الغياب يولد الضياء … أي مفارقة ….

ومن فراقك ضاع مني … ما .. ضاع …!!!

رحلت في مثل هذه الليلة مثقلا بصبر أيوب … ونداء يونس في بطن الحوت .. أن لا اله ألا أنت .. سبحانك إني كنت من الظالمين …وأنا أسابق حجار الصحراء وراسي مثقل بالصور .. والنداء .. قبل أن تعود أنت للطين … وأرجوك أن لا تفعل …أفديك بروحي … أنا لحلمك كما كان لحلم إبراهيم إسماعيل .. أفديك … بروحي … لكنك رحلت … رحلت … ولم تنتظر بقية همس يريد أن يطل عليك من عيني .. تحمله في عينيك وأنت تلبس أخر متاع … لم تنتظرني وأنت تعرف أن ضلوعي أنهكها الوداع ….

ورحلت …

ترسم الضيق في هذا المدى الاتساع … وضاع ..مني .. ما ضاع ..

وقد كنت أرجو أن الملم أخر أنفاسك بأذني وأودعها بزاوية بقلبي نحتت منه في القاع .. وضاعت مني بتلك الليلة ..واختلطت بغيمة تثاءبت في السماء وأمطرت وبللني الماء .. والبكاء مني ذاع …. وتبلل الليل … ومن بكائي ورحيلك بكى ذاك المساء …

رحلت ….

ولكم كنت احرص … كما حرصت أنت … أن أكون أخر من يجمع منك أخر همس … وقد حذرتني أن لا أغيب حين تحادثنا بالأمس … عن يوم طقوسه كطقوس العرس وان غاب التصفيق وحضر حزينا موال الحناء …

رحلت …

وقد أدمنت عشقك وانسك .. وان كانت الغربة سلبت منا بعضا من أيامنا .. تعودتك وان كان ذلك في أخر انثناء … وقد ضاع مني …ما ضاع …

أذكرك ألان …

وشوارع وطني العربي تغسل بالدماء … واختلط حزني ..حنيني ..وجنوني … واختلط في طعم البكاء … لا ادري أي علة تؤرقني وقد اختلطت في الأوجاع …!! ثورة العواصم … ثورة القلب .. وكلها قواصم … والهذي والقهر من شراييني

قد شاع …!! وقد ضاع منا … ما قد ضاع …!!

تذكرتك…

وما زالت أذكرك ذكر يعقوب ليوسف … كظيم أنا ولم تبيض عيناي … والرؤية تؤلمني … من ذل يساومني على وجعي

الرؤية تؤلمني … إذ أنت لست فيها وان كنت أراك تأتي في الحلم .. لا تستثنيك الأحلام … وهل يستثنى من النور غير الجبناء ..؟؟!! والحلم والحزن لا يستثني الكرماء .. فما أكرمك حيا .. وما أكرمك حين واراك الثرى …وأنت .. أنت ..ما زلت سيد الاشتهاء … وان كان ضاع مني ما ضاع …

ضجرت الروح … والشوارع .. وسريرك .. ونسخة مصحفك

… ضجر الرثاء … وأنت ترحل يعانقك الوفاء … ويود لو يلحق بك البقاء .. فما أكرمك …رحلت لا كما نشتهي …. وكأنك رحلت كما أنت تشاء ….!!

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى