موازنة بدون خبز / عمر عياصرة

موازنة بدون خبز

اقر مجلس الوزراء موازنة 2018 بأغلبية وزرائه، مع تحفظ اثنين، في ذات الوقت تشكلت اللجنة المالية النيابية من اعضاء تنقصهم الخبرة لأسباب متعلقة بعدم رغبة كثير من النواب من التورط بلجنة ستمرر موازنة غير شعبية.
ولأول مرة منذ تأسيس الدولة الاردنية، تخلو موازنة عامة من دعم مادة الطحين التي تؤسس لخبز الاردنيين، وسيسجل لهاني الملقي انه قام بذلك، وسيسجل للعام 2018 انه عام اللاخبز في العلاقة بين الحكومة والناس.
لست خبيرا، لكني قرأت مشروع الموازنة وكل ما كتب عنها، هناك نمو في النفقات، تبررها الحكومة بعوامل مختلفة مثل النمو الطبيعي لرواتب العاملين في القطاع العام ومتقاعديه المدنيين والعسكريين على حد سواء، لكن السؤال ألم يكن بالامكان العمل على النفقات بشكل افضل، وتوفير ما يحمي الخبز.
اين التقشف، لم نلمسه بالموازنة، بل صدمنا للمرة التالية بعد التالية بنفقات المؤسسات المستقلة المقدرة بـ 1813 مليون دينار، والجانب الاكبر من هذا المبلغ يذهب للرواتب والمصاريف الادارية المبالغ فيها.
الجيوسياسي في الموازنة فاشل بامتياز، فتقديرات المساعدات الخارجية متواضعة جدا، فالرقم هو 700 مليون، وهو يدل على مشكلة في اداء سياستنا الخارجية وطريقة طرح انفسنا من الناحية الجيوبولتكية.
خدمة الدين، رقم يزيد، مؤلم، وارقام اخرى كالرواتب تدلل على خلل كبير وخطيئة ارتكبتها الحكومات المتعاقبة، ورغم كل ذلك اعترض على المساس بدعم الخبز، فما سيوفره اسقاط الخبز من الموازنة ضئيل امام قيمة ان تواصل الدولة الاردنية وضع الخبز في خطتها المالية.
ادرك وندرك، اننا نعيش ازمة اقتصادية وسياسية معقدة، وهذا يجعلنا اكثر صبرا على موازنة الدولة، لكن ما يؤسف له، ان بالامكان افضل مما اقرته حكومة الملقي.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى