موعد.."قصة قصيرة"

[review]

تعلن الشمس مولد صباح جديد…

يداعب شعاع شقي بقايا نوم سكن عيونه….

يزيح الغطاء برفق… وينهض بتثاقل

مقالات ذات صلة

يغسل وجهه عدة مرات…يناظر انعكاس صورته في المرآة

يرى خطوطا جديدة…

يااه…هاهو الزمن يعبث بملامحي كما شاء…يرسم خطا هنا ويخفي ابتسامة قد كانت يوما هناك…

هذه الجمعة يقتله الخمول منذ الصباح

يصنع فنجانا من القهوة…يخفف خموله ويزيد مرارة يوم عطلته الوحيد…

..تزحف الشمس ببطء مفترشة كبد السماء… يشغل نفسه بالاستعداد للصلاة….ولا ينسى أبدا موعده بعد الظهر

يختار ربطة عنق كانت قد أهدته إياها في أحد الأعياد…رمادية لامعة…هي الأقرب إلى قلبها…

يرش عطرها المفضل….. يلقي نظرة أخيرة في المرآة ويغادر…

صوت محرك السيارة يشاكس خموله…

ينظر إلى مقعدها بجواره ويبتسم بشوق…

لماذا تحضر اليوم وبشدة…لماذا لا تصبر على لقائه…. تغتاله ملامحها منذ الصباح…لون عينيها…نبض كلماتها…تفاصيلها…

وشعرها الفاحم منسدلا يحتضن معالم وجهها…

كم يعشق شعرها هذا…وكم تمناها بحجاب يخفي طهره…

لكنه يحبها كما هي ولم يعترض يوما…

صوت الأذان يخترق مسامعه…ربما من مكان ليس ببعيد…

يردد معه…يسرع قليلا…

يبتسم لكلماتها كلما سمعت صوت الأذان ورأته مستعدا للصلاة…تهمس :

…quot;الله محبةquot;…وتبتسم بنقاء

…وكأن الإمام اليوم قد أطال خطبته قليلا…وكأنه صلى صلاة طويلة طويلة…

الشوارع بعد الصلاة تزدحم بالمارة …

ضجيج يملأ المكان…

يرنو إلى ساعته…يطمئن نفسه:…ما زال الوقت مبكرا..

يدخل أحد الشوارع الفرعية هربا من أزمة سير خانقة…

يبتاع باقة من الورد….بيضاء ناصعة… هي تحبه هكذا…أبيض لا يشوبه أي احمرار…

أبيض كطهارة نفسها… كصفاء روحها…أبيض كسريرتها…

يتساءل لماذا ينجذب الناس للتفاصيل… ما الفرق بيننا….ألسنا جميعا موحدين..

ها قد وصل أخيرا…قلبه ينبض بألم الشوق …

يزيح البوابة الحديدية ببطء ويدخل… يلقي التحية على الحارس,فيبادله إياها بإيماءة من رأسه….

خطواته صامتة…

سكون عينيها يملأ المكان خشوعا وتلاوة…

يقف برهة من الزمن…يمرر أصابعه فوق حروف اسمها…يقرب منها وردة بيضاء شديدة الشحوب…

يخط بها صليبا…ويشرع بقراءة الفاتحة.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى