محاربة الارهاب السني لمصلحة الإرهاب الشيعي

محاربة الارهاب السني لمصلحة الإرهاب الشيعي

عمر عياصرة

اعتقد ان جميع العراقيين فرحين باندحار داعش من الموصل، باستثناء، اهل الموصل انفسهم، الذين يقفون على مدينة مدمرة عن بكرة ابيها، والذين لا زالت تسيطر عليهم مخاوف الانتقال من بطش داعش الى ارهاب الحشد الشعبي.
جميعهم في الاقليم يرددون ترنيمة مكافحة الارهاب بالرواية الاميركية، ويتفقون عليها، حتى الخصوم في الازمة السورية (النظام والمعارضة) ينسقون فيما بينهم ويؤجلون عداواتهم احيانا لأجل محاربة الارهاب.
لكن للاسف انهم يحصرونه في ارهاب داعش والنصرة، ويجعلونه قصرا على ارهاب السنة، كما انهم لا يرون ارهاب الميليشيات الشيعية القاسي، والانكى ان كل الانتصارات التي تسجل على الارهاب السني، تذهب لمصلحة ارهاب آخر شيعي ممنهج وواع ووراءه دول عقلانية توظفه في مصالح واضحة للعيان.
بأي معنى نفهم، تدمير مدينة الموصل، وهدمها فوق رؤوس اصحابها، دون ان يصاحب ذلك مشروع سياسي ينصف السنة العراقيين ويمنع اعادة انتاج لحمتهم بداعش وغيرها.
متى سندرك ان اضطهاد السُّنة، وإقصاء قياداتهم ونخبهم العشائرية والبرلمانية والحزبية، ستفرخ فرقا وتنظيمات بالعشرات، بحجة حماية السّنة.

اما في سوريا، فالعبء اكبر، فالسنة اغلبية سكانية، ومحاولات التلاعب الديوغرافي بالتركيبة السكانية من قبل ايران والنظام، لن تكون نتيجتها الا مزيدا من العنف المقابل الناجم عن سلوك ارهابي تقوم ميليشيات الشيعة تحت عناوين مختلفة.
اتفق مع الاستاذ محمد داودية حين كتب بالامس انه «لا يمكن تحجيم الإرهاب وهزيمته في الإقليم، مع استمرار «حرب السُّنة والشيعة» ، التي تتسع وتزداد دموية، يوما اثر يوم، بحيث أصبحت تغطي العراق وسورية واليمن ولبنان والباكستان وأفغانستان والبحرين، وأخذت تتحول إلى حروب أهلية مكشوفة، كما هي حال اليمن وسورية والعراق».
اذًا هناك خلل، وكيل بمكيالين، في قضية محاربة الارهاب، فلا يعقل ان يفتك بالارهاب السني ومحاضنه الاضطرارية لمصلحة تعزيز الارهاب الشيعي.
ولا يعقل ايضا، ان تكون استراتيجيات مكافحة الارهاب قاصرة على البعد الامني وعاجزة عن اصطحاب المشروع السياسي العادل معها.
هنا فقط يمكننا القول إنه اذا استمرت لعبة مكافحة الارهاب على هذه الشاكلة الانتهازية، فانها قد تقتل داعش، لكنها ستفرخ ربما نسخا اكثر عنفا من داعش واخواتها.

مقالات ذات صلة

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى