سواليف: هديل الروابدة
بحركات هادئة، ولطف واضح، وكلمات محسوبة، وملامح متعبة، ولسان ناطق، وأصابع سليمة، استقبل أمين عام مؤسسة “مؤمنون بلا حدود” يونس قنديل، الأسئلة التي اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي، والاتهامات التي يتلاقفها روادها ما بين مدافع عن مؤسسة قنديل ومشكك بها .
بحذر شديد، متحرين الوقوف على خط الحياد، حاولنا التعرف على المؤسسة التي اثارت جدلا عنيفا كشف عمق الشرخ في الوعي المجتمعي والفكري والديني لدى الأردنيين، بعد أن اعلنت عن عقدها لمؤتمر فكري موسوم بـ” انسدادات المجتمعات الإسلامية والسرديات الإسلامية الجديدة “، الذي كان من المقررعقده بتاريخ 2- 4 تشرين الثاني بشراكة مع مركز مسارات “تنوير”، قبل ان تمنعه وزارة الداخلية .
من هنا بدأنا الحديث عن سبب منع اقامة المؤتمر، الذي اكد الدكتور قنديل انه جاء بسبب الضغوط السياسية التي تعرضت لها وزارة الداخلية، كما بررت الوزارة ذاتها له.
وحول سؤاله عن اهداف “مؤمنون بلا حدود” والمظلة الرسمية التي تتبع لها، والجهة التي تمولها، وترخيصها، اكد الدكتور قنديل أن هدفها هو البحث في عمق الدين الاسلامي الذي يعطينا اكثر قيم انسانية ورحمانية تواكب الاحتياجات المتجددة للانسان، وان لا نحصر فهمنا للدين بسقف جماعة تصيب او تخطئ او حقبة تاريخية ، فالدعوة الى الايمان بالله مفتوحة لكل العالمين.
وأشار الى انه هو الممول الوحيد للمؤسسة، التي يقع مقرها في العاصمة المغربية الرباط، ولا تنضوي تحت اي مظلة رسمية، وغير مرخصة من قبل اي جهة في الأردن.
وفيما يخص اقصاء رجال دين وشريعة اسلامية عن المشاركة في المؤتمر قال إن بعض المشاركين فيه كانوا يحملون شهادات في الدراسات الإسلامية من بينهم رئيس المعهد الملكي للدراسات الدينية.
وبين في حديثه مع موقع “سواليف” أن البحث الذي كان يفترض نقاشه في المؤتمر، لمفهوم الالوهة و ولادة الله تصوريا ومفهوميا، مشددا على اعتقاده بأن الله لم يلد ولم يولد، وأن معتقداته الدينية لا تخالف المعتقدات السائدة في المجتمع اطلاقا.
ولدى سؤالة عن توجيه احد من اعضاء البرلمان تهمة الالحاد له صراحة، آثر الدكتور قنديل التأكد والبحث قبل الاجابة، مشيرا الى انه تم توجيه دعوى قضائية بحق بعض النواب والاعلاميين بتهمة التحريض.
وفي ختام اللقاء، أكد أنه لا يوجه اصابع الاتهام الى اي احد حتى اللحظة، وأنه ينتظر نتائج التحقيق النهائية اولا، و امتنع عن تزويدنا بنسخة من التقرير الطبي مفضلا أن يتكلم عن تأثيرات حادثة الاختطاف والايذاء الجسدية والنفسية بعد ان يستعيد عافية تماما.
وكانت الأجهزة الأمنية، السبت، قد عثرت على الأمين العام لمؤسسة “مؤمنون بلا حدود” يونس قنديل، وقد تعرض للتعذيب عقب اختفائه في ظروف غامضة، فيما لم يعلن عن نتائج التحقيق حتى اللحظة.