لم يتبق لدينا إلا الجانب الفلسطيني / عمر عياصرة

لم يتبق لدينا إلا الجانب الفلسطيني

تسريبات قاسية مرتبطة بالقضية الفلسطينية، سواء تسجيلات «نيويورك تايمز» المتعلقة بمصر، ام ما تم تداوله عن مواقف الرياض في كتاب «النار والغضب» الذي باح بأسرار كانت تطبخ في البيت الابيض.
ما يؤكد الامر انه في اجتماع عمان لوزراء الخارجية الستة، عرض الاردن فكرة عقد مؤتمر قمة عربي على مستوى القادة الا ان (القاهرة والرياض) تحفظتا على المشروع مما جعله نسيا منسيا.
ايضا يقال ان السعودية رفضت بشدة ووضوح مقترح الفلسطينيين القاضي بالبحث عن مرجعية جديدة لعملية السلام، مما جعل وزير خارجية السلطة يغيب عن المؤتمر الصحفي.
الامور واضحة، لا تعويل على القاهرة والرياض، هناك تفهم كبير منهما للخطوة الاميركية، وسيمارسان ضغطا كبيرا باتجاه تمرير ارادة ترامب.
من هنا على صانع القرار الاردن القيام بحساباته على هذا الاساس، بسرعة ودون تردد، ولابد من طرح سؤال الخيارات المتبقية، وكيف يمكن تفعيلها.
انا شخصيا ارى انه لم يتبق لدينا الا الجانب الفلسطيني، فرغم ضعفه الا انه اقوى الاوراق في معادلة المواجهة مع الارادة الاميركية.
علينا رفع مستوى التنسيق معهم الى ابعد حد، والاقتراب منهم على قاعدة التشاركية في الافكار، والابتعاد عن المناوشات الرمزية التي لا تفيد.
هناك موقف فلسطيني جيد، يجب دعمه والتأكيد عليه، يبدأ، من الاستمرار برفض قرارات الولايات المتحدة المتعلقة بالقدس، والاستمرار برفض رعاية واشنطن للمفاوضات، والذهاب اكثر للمصالحة الفلسطينية وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير كبديل عن السلطة.
اما الاهم، فهو اقناع الفلسطينيين بأن كيانية السلطة ليست قدرا جبريا، بل هي الورقة الرابحة التي بحلها سيكون هناك تفجير لكل المشاريع التصفوية، وانقاذ لموقف الاردن وفلسطين معا على السواء.
القيادة الفلسطينية ليست صلبة كياسر عرفات، لكنها الى الان متمسكة بموقفها رغم الضغوط، وهنا يكمن خيارنا، انها الفرصة لنعيد العقل الى جرابه في القاهرة والرياض، ولنهدم سياسة الامر الواقع الاسرائيلية.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى