كوريا الشمالية تضع اللمسات النهائية على خطة لضرب جزيرة “غوام”‎ الأمريكية

كشفت كوريا الشمالية، اليوم الخميس، أنها ستضع قريباً اللمسات الأخيرة على خطة لإطلاق 4 صواريخ متوسطة المدى من طراز “هواسونغ-12” ينتهي مداها على بعد 30 إلى 40 كيلومترا من جزيرة غوام الأمريكية غرب المحيط الهادئ.

وياتي الإعلان عقب تحذير شديد اللهجة أطلقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وفيه توعد بيونغ يانغ بـ “النار والغضب”، وسط اشتداد الحرب الكلامية بين البلدين والتوتر في شبه الجزيرة الكورية.

لكن هل الشمال قادر بالفعل على شن عملية مماثلة؟ وهل الولايات المتحدة قادرة بالفعل على منعه من التمادي إلى هذا الحد؟

صاروخ “هواسونغ-12”

أثناء التجربة الأخيرة في أيار/مايو، قطع صاروخ “هواسونغ-12” المتوسط المدى نحو 787 كيلومتراً. وتم إطلاقه من زاوية مرتفعة ويصل مداه الأقصى إلى حوالى 5 آلاف كيلومتر بحسب خبراء.

وتقع جزيرة غوام التي تبعد حوالى 3300 كلم عن قواعد إطلاق الصواريخ الكورية الشمالية في مرمى هذا الصاروخ بكل سهولة.

ويستبعد الخبراء فرضية، أن يحيد الصاروخ عن هدفه ليسقط في الجزيرة.

وقد لا يكون “هواسونغ 12” أكثر الصواريخ دقة وتكنولوجيا من تلك التي كان الاتحاد السوفياتي يستخدمها في عقد سبعينات القرن الماضي، بحسب يانغ أوك الباحث في المنتدى الكوري للدفاع والأمن.

غير أن “هذه الصواريخ قد تخفق في بلوغ هدفها ضمن محيط 5 كيلومترات كحد أقصى”.

ونظراً لمسافات التحليق التي كشفت عنها بيونغ يانغ، يبدو خطر ضرب الجزيرة عرضاً، ضئيلاً حتى الساعة”.

“منظومة اعتراضية أولى: اس ام-3”
في حال أطلقت كوريا الشمالية صواريخها بالفعل، فإن ذلك سيضع القدرات البالستية الأمريكية في المنطقة على المحك.

ولم يحلق أي صاروخ كوري شمالي في أجواء اليابان منذ سنوات عدة، لكن عدداً من الصواريخ سقط مؤخراً في المنطقة الاقتصادية الحصرية التابعة لطوكيو.

وسبق لليابان أن حذرت من أنها ستقوم بإسقاط أي صاروخ كوري شمالي يهدد أراضيها. وتمتلك طوكيو، مثل واشنطن، منظومة صواريخ اعتراضية تُعرف بإسم “ستاندرد ميسايل-3” (اس ام-3).

وتستخدم هذه المنظومة تقنية “هجوم القوة العمياء”، أي ما يوازي شاحنة زنتها 10 أطنان تنطلق بسرعة ألف كيلومتر في الساعة تقريباً لتدمير هدف من خلال الاصطدام به. وقد يخرج الصاروخ من الغلاف الجوي للأرض ويعترض صواريخ بالستية على علو مرتفع.

وتؤكد شركة “رايثيون” المصنعة لهذه المنظومة، أن الأمر يشبه “كرة تعترض كرة أخرى”.

ويقول تاكاشي كاواكامي، المتخصص في شؤون الدفاع والأستاذ في جامعة تاكوشوكو: “في حال استهدفت الصواريخ غوام، فمن الطبيعي أن تتحرك الولايات المتحدة”.

ويضيف، “يزداد احتمال اعتراض الصواريخ في ضوء التعاون القائم بين اليابان والولايات المتحدة”.

وتمتلك اليابان منظومة “باتريوت” المضادة للصواريخ المستخدمة على علو منخفض.

منظومة اعتراضية ثانية: “ثاد”
نشرت واشنطن منظومتها القوية المضادة للصواريخ “ثاد” (“ترمينال هاي ألتيتيود ايريا ديفنس”) في منطقة آسيا المحيط الهادئ، وضمنها غوام.

وعلى غرار “اس ام-3″، تستخدم هذه المنظومة الطاقة الحركية للصاروخ الاعتراضي للقضاء على الهدف بقوة الصدمة. وتكللت تجربتها الأولى في صد صاروخ متوسط المدى بالنجاح الشهر الماضي في ألاسكا.

لكن الاعتراض يحدث في المرحلة النهائية من مسار الصاروخ، الأمر الذي يرجح أن تكون البطاريات التي تم نشرها في كوريا الجنوبية واليابان غير فعالة.

وبحسب خبراء، قد يكون من الصعب على الدرع الصاروخي الذي تم نشره في غوام اعتراض 4 صواريخ بشكل متزامن.

وفي تغريدة على “تويتر”، استغرب جيفري لويس، من معهد ميدلبري للدراسات الدولية في كاليفورنيا، احتمال صد 4 صواريخ في الوقت ذاته.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى