عمان محرجة مما يجري في الأقصى

عمان محرجة مما يجري في الأقصى

عمر عياصرة

أكاد اجزم أن الدولة الأردنية هي الجهة الأكثر قلقا وإحراجا وتنبها، لما يجري الآن في القدس الشريف من إجراءات صهيونية أعقبت العملية البطولية لثلاثة شبان شهداء من أم الفحم، ردوا فيها على انتهاكات إسرائيل المستمرة لباحات المسجد الأقصى.
الإجراء الإسرائيلي الأخطر بدأ بإغلاق المسجد، وهذه سابقة خطيرة، فالإغلاق كان بمثابة سلوك عقابي مهين لكل العرب والمسلمين، لكنه في المقام أحرج جهات كثيرة، وجعلها تشعر بالعجز والاستنفار، ومن هذه الجهات، على الأكيد كان الأردن على رأسها.
الأردن معني بالقدس جدا، يراقبها عن كثب، فهناك جزء من شرعية الحكم مرتبط بها، وهناك الولاية الدينية على المقدسات، وكذلك تشكل القدس خيطا لبقائنا على طاولة التفاوض النهائي وحماية مصالحنا، كما أنها ضمير فاعل للشعب الأردني بكافة جذوره وسيقانه، فهي قضية مبدأ وامن على السواء.
من هنا، كان الإغلاق مقلقا لنا، فجاء التحرك الأردني بأعلى مستوياته، ووصل الأمر الى إجراء الملك عبدالله الثاني اتصالا هاتفيا مع رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو، طالبه بفتح المسجد أمام المصلين.
اتصال الملك مع نتنياهو، وهذا لم يحدث في مناسبات سابقة متعلقة بالقدس، يدل على أن الأردن لا يحتمل بقاء الإغلاق مدة طويلة، ولا يمكنه التخلي عن القدس، وانه ينظر بقلق شديد لمرحلة ما بعد الإغلاق، فالواضح أن نتنياهو سيستغل العملية الفدائية بتدشين إجراءات لن تعجب الأردن، وستؤكد التوتر في القدس، وقد تقود لعمليات فدائية مماثلة أو اشد.
طبعا الجماهير تطالب الأردن بإجراءات أكثر قسوة، من طينة، إلغاء اتفاقية وادي عربة، أو طرد السفير، ولا اعتقد أن الأردن بوارد الاستجابة لذلك، فاتصال الملك يدل على رغبة بالتواصل لا بالقطيعة مع إسرائيل، فهناك قناعة رسمية بعدم جدوى إدارة الظهر وبقيمة التواصل والتأثير بإسرائيل من خلال الحديث المباشر.
على كل الأحوال، الأردن قلق ومحرج، واعتقد أنه حريص على استخدام أقصى إمكاناته لوقف التصعيد والتوتر في الأقصى، فعمان محاطة بتحديات كبيرة على جبهات مختلفة وأسوأ كوابيسها أن تنفجر قصة الأقصى بوجهها في هذا التوقيت الدقيق.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى