عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة

عزوف الشباب عن الزواج وارتفاع نسبة العنوسة
محمد الجبور

أن عزوف الشباب عن الزواج وانتشار ظاهرة العنوسة سوف يفتح الباب أمام الممارسات غير الشرعية ويغلق باب الحلال خاصة في ظل انتشار الفضائيات التي من شأنها نشر ثقافة التبرج بين الفتيات اللاتي يلجأن إلى ذلك من أجل لفت نظر الشباب إلى مفاتنهن وزينتهن على أمل أن يقوم الشباب بخطوة إيجابية تجاه الرغبة في الارتباط الرسمي إلا أن ما يحدث هو العكس فتلك الممارسات يمكنها زيادة حالات الزنى والاغتصاب إن الزواج غريزة فطرية فرضها الله عز وجل على بني الإنسان حيث قال ومن آياته (أن خلق لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون) وعليه فإنه يجب تسهيل أمور الزواج حتى تكون ممارسة تلك الأمور الغريزية داخل إطار الشرعية ولا ينتشر الفساد الاجتماعي الذي نراه واضحا في الغرب من خلال انتشار نمط العلاقات غير الشرعية وغير المقننة والتي تعود بالعديد من العواقب الوخيمة على المجتمع ككل
على المسلمين جميعا أن يعوا أن المهر ما هو إلا هدية ومنحة تعبر عن رغبة وتقدير الرجل لهذه المرأة فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: التمس ولو خاتما من حديد وعندما أتاه أحد الصحابة ليزوجه ولم يكن يملك المال حتى يستطيع الزواج زوجه الرسول بما يحفظ من كتاب الله ولذا لابد لأولياء أمور الفتيات أن يراعوا البعد الاجتماعي والاقتصادي للشباب وألا يغالوا عليهم في الطلبات
أن المشكلة في الأساس اقتصادية إلى أبعد الحدود ففي ظل حالة البطالة المستشرية في المجتمع يصعب على الشباب إيجاد أي فرصة عمل وإذا وجدت فلا يحصل من خلالها الشاب على العائد المادي المناسب الذي يمكنه من تحمل تكاليف الزواج فإن أقل ميزانية ترصد للزواج مبلغ وقدره وهو ما يدفع الشباب إلى العزوف عن الزواج كليا وبالمقابل ترتفع نسبة العنوسة بين الفتيات فضلا عن أن هناك إهمالا تاما من المجتمع في مواجهة هذه المشكلة
إن الشباب في العصر الحديث في أمس الحاجة لتطبيق سنة الزواج لما يواجهه من تحديات في وسائل الإعلام كالفضائيات والإنترنت المملوءة بالتبرج والسفور والعري إضافة إلى تزايد معدلات الانحراف الاجتماعي والتحلل الأخلاقي لكن للأسف هناك معوقات تقف في طريق تطبيق هذه السنة أكبر من طاقات وقدرات الشباب ويأتي في مقدمتها غلاء المهور وعدم القدرة على تأمين متطلبات الزواج إضافة إلى ارتفاع الأسعار وسهولة الحصول على الملهيات التي من خلالها يمكن إشباع الحاجات الجنسية بصورة غير مشروعة كالمواقع الإباحية والصور الخليعة والأقراص المدمجة التي تروج للأفلام الإباحية ما يعني إمكانية استغناء الشباب عن الزواج وتكاليفه المرهقة
لكي يتم التغلب على هذه المشكلة فلابد من توفير فرص عمل للشباب يستطيعون من خلالها أن يؤمنوا حياتهم وممارستها بشكل طبيعي فهذا سوف يؤدي بشكل مباشر إلى انخفاض نسبة العنوسة وارتفاع معدل إقبال الشباب على الزواج فالمشكلة اجتماعية بالدرجة الأولى بعدها الأساسي اقتصادي ودور الدين يقتصر على التوعية بمخاطر ارتفاع معدل العنوسة من حيث الممارسات الخاطئة والأساليب غير الشرعية التي قد يلجأ إليها بعض الشباب لإشباع رغباتهم كما يمكن تشجيع قيام مؤسسات اجتماعية تتبنى قضايا تيسير الزواج من خلال توفير القروض الحسنة والمنح والمساعدات المالية حتى تخفف عن كاهل الشباب بعضا من تكاليف الزواج الباهظة والمساهمة في إقامة مشروعات للشباب مع دعوة رجال الأعمال إلى توجيه جزء من أموالهم للمساهمة في الإكثار من وحدات الإسكان لمحدودي الدخل لتخفيف معاناة الشباب في الحصول على عش الزوجية المناسب –

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى