عريضة اعتذار !

مقال الخميس 18-5-2017
النص الأصلي
عريضة اعتذار !
بمزيد من الحزن والأسى ننعي لكم “القانون” و”سيادة القانون” و”تطبيق القانون” و”رجال القانون” وعموم “آل قانون” اثر تعرّضهم في السنوات الأخيرة لحوادث دهس متعمّدة من قبل متنفّذين لاذوا بعدها “بأصحاب القرار”..كما نتمنى للفاضلة “هيبة الدولة” الشفاء العاجل.
**
أشعر بأسى حقيقي عندما أرى الوطن “كوارة حديد” كل من يملك القوة والمال والنفوذ والعلاقات يفتحها ليسرق منها ،ينهبها،يفلسها، ثم يبيعها هيكلاً فارغاً في سوق الخردة..أحزن عندما أقرأ أن الذين أنيط بهم التشريع وسن القوانين والرقابة على الحكومة هم أنفسهم من يكسرونه ويتجاوزونه ويصدمونه ويسحقونه بكل ما أوتوا من قوة ، ثم “يطلعون” بالصوت العالي وبالادعاءات المفبركة ، أحزن عندما يتم الاعتداء على موظف حكومي بسيط كلّف للقيام بواجبه بحسب القانون..وآخر يمنع من القيام بعمله ولحسب القانون أيضاَ ، ثم يحتّلون كراسي الحوارات المباشرة بعدها ليحلفوا باسم الوطن وغلاوة الوطن ويعايدوا على الوطن باستقلاله متمنين له دوام البقاء والازدهار…هل حقاً تتمنون له دوام الازدهار وانتم لا تفوّتون فرصة في إضعافه أو نهبه أو التسيّد عليه؟؟..
بعث لي طلاب إحدى الجامعات عريضة لأوقّع على مليونية يقولون فيها للأردن “بنحبّك يا أردن”! أو شيء شبيه بهذا الشعار لا أذكره بالضبط ..وأسأل نفسي هل نحن نحب الأردن فعلاً؟؟ هل هناك مليون مُحبّ يحبّون الأردن كما يريد الأردن أن يحبّونه؟ ..لقد أتخم هذا البلد من الورق والشعارات و”الشرايط” والأغاني المهرمنة التي تكتب وتلحن وتغنى بنصف ساعة…هل نحن نحب الأردن فعلاً ؟؟
عندما أقرأ عن مسؤول في مؤسسة تمر بضائقة مالية يحاول أن يشتري سيارة 2017 بينما عشرات الموظفين لم يستملوا رواتبهم منذ شهور أسأل نفسي هل نحب الأردن فعلاً؟..عندما تمر السرقات والتجاوزات والتنفيعات والتعيينات في أقصى درجات الاستخفاف بالقانون والعدالة و تهشيم هيبة الدولة وكل ذلك على مرأى ومسمع ومباركة السلطة التنفيذية هل نحب الأردن فعلاً؟؟..مع مطلع كل نهار هناك تجاوز لمتنفذ وفساد لمسؤول وسرقة جديدة لــ”واصل”..والكل يخرج منها “مثل الشعرة من العجينة” بينما الفقراء والبسطاء ومئات الأردنيات ممن تورّطن بالقروض الصغيرة على “قائمة التنفيذ القضائي” وفي السجون..لقد وصلنا الى شريعة الغاب لكن بربطات عنق هذه المرة !.
**
أيام وتنتشر الأعلام وتتزين السيارات بالصور وتقوم شركات الخلوي بإنزال عروض الاستقلال وتملأ الحدائق بالمطربين الذين يحيون هذه الذكرى المجيدة، الكل يغني للوطن والاستقلال وعندما يتلقى مخالفة من شرطي المرور في اليوم التالي أول ما يشتم الوطن والقانون!
هل نحبّ الأردن فعلاً…؟؟؟ صدقوني الأردن ليس بحاجة الى عريضة حب..الأردن بحاجة الى عريضة اعتذار!

أحمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. في هذا اليوم المذكور … يجلس الشعب ليشاهد الفاسدين على شاشة التلفزيون الوطني … في اليوم الوطني في العرس الوطني .. بأبهى حلّة من جيب الشعب … وبعدها ستتراكم فواتير أبهتهم على ظهورنا … لا بد ان نتخلص من صندوق النقد الدولي ومديونية مثل جبل كليمنجارو … ونقطع دابر الفاسدين مصاصي الدماء أولا حتى نشعر بعدها بنكهة الاستقلال … اعيدوا لنا وطننا المنهوب اولا حتى نحتفل معكم ونستشعر معنى الاستقلال … والا فإننا لا نشعر طوال العام الا بالاستغلال

  2. هذه الحالة الدالة على إلإنحطاط العام والتي لا ذكر لها بالتاريخ لأنها عدمية..!

  3. عزيزي اهم شئ في حب الوطن ينبع من الصغر عن طريق الأهل والمدرسة ليغرس من الطفولة.بالنسبة للمدارس قالمعلم من افقر فئات المجتمع فكيف يستطيع زراعة حب الوطن الذي تخلى عنه وجعله معدم.فنحن لا نريد وزراء ومدراء يجلسون يستنفذون ميزانية البلد حسب مزاجهم . فلو صرفت هذه المبالغ على الأجيال لكان اصبحنا من الدول المتقدمة خلال مدة بسيطة .
    الولاء يكون بما تقدمه الدوله للمواطن . فاذا كانت الدولة تنظر الى المواطن كبقره حلوب يتحمل كافة اعباء الميزانية على ظهره فأين العدل وكيف يكون الولاء لهذه الحكومه الناهبة لخيرات البلد وللمواطن.
    مع ان جميع المواطنين لهم حب الوطن فلا يوجد لدينا غيره نحاف عليه وليس المسؤولين وحكوماتهم الفاسدة .

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى