طلاسم مالية

مقال الإثنين 14-1-2019
طلاسم مالية
أعتقد أنني كواحد من أفراد هذا الشعب “أفك الخط” جيداً ، ولست أبلهاً ولا “محجوب لي” ولا “برفّس”، أستطيع أن أميز الخبيث من الطيب، وعندما أدفع أو أستدين أو أستلم في معاملاتي اليومية ، أعرف الذي لي والذي عليّ..
ومع هذا حتى اللحظة لا أستطيع أن أفهم كلام وزير ماليتنا المظفر عندما قال : (إن القرض الجديد لن يزيد من إجمالي الدين العام) .
لا أدري إن كانت غزوة واشنطن الأخيرة جلبت لنا “نقوط” من صندوق النقد الدولي..فالنقوط لا يتأتي الا بــ”عرس” أو “طهور” أو”ولادة” ولم نشهد زفافاً دولياً ولا “طهوراً” شعبياً ولا “ولادة” الا ولادة ضرائب وضنك وفشل اقتصادي يراه القاصي والداني حتى المصاب بالرمد الربيعي..
كما لا أذكر أن صندوق النقد الدولي يوزّع صدقات او زكوات عن روح الحاج “روتشيلد”..انه قرض وقرض (لعين حرسي) سنقوم بسداد جلّه لفوائد قروض “ملعونة حرسي” أخرى كان قد لبسّنا إياها “رجالات الله” في سنين خلت..
ثم لماذا لا يصرّح رئيس الحكومة عن قيمة الفائدة ، ويكتفي أن يعلن انتصاراً فريداً من نوعه بالحصول على قرض بفوائد بسيطة جدا؟ .. كم تبلغ هذه الفوائد البسيطة جداً سنوياً؟..وكم من السنين سوف “نبوطس” فيها على خير وهداة بال؟..من حقي أنا المواطن الأردني أن أعرف قيمة ونسبة هذه الفوائد لأنني – أنا لا غيري – من سيقوم بسدادها بعد رحيل الطاقم المناوب وقدوم طواقم مناوبة أخرى تجترّ نفس الكلام ونفس الوعود بعد أن يأخذوا مكافآت مجزية في نهاية الخدمة بعد أن “بلّعوا” الوطن ما “بلّعوه” من خوازيق لا تعد ولا تحصى والأيام بيننا للتذكير..
ثم هل يشرح لي شخص حصيف هذه العبارات التي نطقت بها وزير التخطيط : (نسعى إلى خفض نسبة الدّين بالتوازي مع الاستثمار الرأسمالي لتحفيز النمو الاقتصادي من خلال قروض ميسرة وطويلة الأمد لتخفيف فوائد الدَّين)…يا ربي لطفك!!!
لقد قمتم بالتوقيع على قرض (لم أفوّضكم للتوقيع باسمي) لأقوم بسداد فوائد قروض أخرى (لم آخذها أو أراها أو استفد منها) لأزداد غرقاً فوق غرق وأنا لم أضع رجلي في هذا البحر الملوّث..باختصار شديد…أنتم تخفون عنّي تفاصيل قروض سأسدّدها رغم أني لم اقترضها لصالح المستفيد الأول…”يعلم الله”..
هل هناك تفاني أكثر من هذا التفاني؟؟..وهبل أكثر وضوحاً من هذا الهبل؟..

غطيني يا كرمة العلي..طبعاً بنفس الشرشف!!

احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com