صداع صباحي / صهيب عمر طويط

صداع صباحي

من اين أتى هذا الألم !! و ليس أصابني كَلِم !!
من أين جاء هذا الصداع! صار يأتيني دون انقطاع،
اهو من السهر ، ام من مشقة السفر ،
السفر في هذه الحياة و التنقل على مدار الأيام و الاعوام،
بين اشتياق و حنين، بين تعب و أنين، و انكسارات السنين.
اسرح قليلا.. اتذكر بعض المشاهد و الاحداث، ثم اصحو
لأدرك المكان .. انه الباص.. نعم هو كذلك، وهو متوجه بي الى الدوام.
اسرح ثانية، أذكر مآسي حياتي و خيانات البشر،
اتعمق في الرجوع إلى مطبات الحياة، فيقفز الباص على مطبات الشوارع قفزة مفزعة مشتتا افكاري العشوائية،
و أستعيد ضجيج الفشل عندما أتاني لعدة مرات،
الذي يشبه ضجيج الاذاعات الصباحية، و اي صباح هذا الذي يبدأ بالشكاوى و المشاكل!
فبدل أن نبدأ صباحنا بتلاوة عطرة من القرآن تجلي الصدر و تطير بالروح الى عالم النقاء،
بدل ان نسمع تلك الفيروز بكل هدوء و رواق مع فنجان القهوة، نستمع لمشاكل الامة،
شكاوى عن القمامة الملقاة في شوارع، و انفجار مواسير الصرف الصحي انفجارا كما الإنسان بعد نفاذ قدرته على احتمال مثل هذا الحال !!
سكتت قليلا.. فإذا بصوت معلق رياضي يثقب طبلة اذني، خلت في نفسي اني تذكرت أحد المباريات الحماسية، كحماس الشباب على تحرير الأوطان المغتصبة .. ماذا قلت!! اي شباب !!!
نعم انه معلق رياضي ولكن على هاتف صاحبنا الرايق جدا هذا الصباح الباكر،
بدل أن يصمت و يتأمل ماذا سينجز في يومه، او يدندن الاذكار، آثر أن يدب الازعاج فوق الازعاج على رؤوس الركاب فيقلب و يشاهد الأهداف التي حضرها من قبل، على أفضل المعلقين و بأعلى صوت!!!
فجأة جاء في بالي باقي الأجرة.. هل أطلبها!! ام ان الكونترول سينساها كما جرت العادة!!
هي مجرد عشرة قروش، أعلم أنه مبلغ زهيد.. و لكنه بالنسبة لي كطالب مبلغ!!
قلت في نفسي يا رجل اجعلها صدقة جارية .. نعم جارية لأنها تحدث في كل مرة!
فجأة و على غفلة مني و إذ بشخص يصرخ من بعيد … آخر موقف يا شباب!!
ماذا تقول !! آخر موقف !!! راح الدوام.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

تعليق واحد

  1. وتلك الأوجاع لا يختصرها صداع الصباح الذي بدأ فيها ، إلا أننا آثرنا النضال الشاق على السقوط
    استوقفتني جملة “وتطير بالروح إلى عالم النقاء”
    ألا إنه ليحررنا ونطير به ، غير آهبين بمشاق قد تكسر شيئا في النفوس.
    اختصار جميل لدوامات الحياة ، سلم قلمك

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى