شهرذاد ..الصورة الثامنة عاصمة الضباب ووعد بلفور / د. محمد حاج محمد

د. محمد حاج محمد
شهرذاد ..الصورة الثامنة

عاصمة الضباب ووعد بلفور

تابعت قيثارة الرواية
عزف سيمفونية عن الشتات
ولحن تهجير وتسفير وتغيير
لازال ينتظر النهاية.
في عاصمة الضباب حطت رحلها
تتنشق هواء محيط ونهر
علها
تخادع نفس ادمنت
شرب كأس الهزيمة
وشطيرة القهر تتناولها
في ساحة طرف اغر
تروي ماضي
صنعه مدفع و سفينة،
ضجيجها لايعرف السكينة،
ولا يسمع صراخ وطن،
يبكي،
في سوق النخاسة ،
ولا نحيب امه الثكلى،
على شاطىء تجارة واسياده،
منحوها وثيقة لاجئة،
و قالوا لها،
بكاؤك حالة اجتماعية،
حالة كياسة افتراضية.
تحت تمثال الادميرال،
تسمع دقات الساعة الشهيرة،
وهناك
جدران و مجلس وجسر،
لازالوا يرددو صدى بلفور،
ووعد تسمعه طفلة ضائعة،
وتذكره الضمائر والسطور.
في عاصمة الضباب ،
لا ظل يمشي،
ولا شمس تزور،لا نجم يضحك
ولا… ولا تغيب رائحة الكحول والعطور،
لايهدء المطر ولاتدري مهاجرة
ما حل بشمس الوطن،
ولا همسات نجوم الليل الساهرة،
ولكن ربما تدري،
لماذا كثرت الايادي الغادرة،
ولماذا ازدهرت بالدم المتاجرة.
قالوا في الضباب لا ترى العورة
ولا ضياع عيون طفلة،
تتجرع الحقيقة المرة.
بين الساحة وبرج الساعة،
انتصار لنلسون ووعد لبلفور،
وعقرب ساعة يدور ويدور.
يدق ويدق ويدق،
ويحاكي قلبا ،
يدق ويهفو ليوم فيه وعد جديد،
لمن غادر وطنه ،
لمن بنى للعودة سفنه،
لمن يريد أن ينهي سجنه،
ليعود ويصنع خبزه،
و يدندن أغنيته
لدقات ساعة فيها ،
وعد جديد ،
لا يقتل وطنا،
لا يهدم جدارا ،
ولا يعرقل في،
الجليل عرسا
ولا يصنع حدود،
ولايحتكر تجارة
الكتب والورود.
ولايصادر بسمة
ولا رقصة ولا عزف على العود.
تسائلت من للوعد ؟
من لدفء يبعد البرد؟
من ليقرع الجرس؟
من ليستقبل الشمس؟
دقت الساعة من جديد
عاد الضباب و عصفت الريح
تناثرت بقايا الحلم
تمايلت مع قطرات مطر
تبحث عن مجرى عن نهر
تتجمع لتصبح سيلا
ينقل احلاما لمركب
وشاطىء و محيط،
يكتب ملحمة السفر.
في مدينة الضباب ،
احلاما مبعثرة،
وردية ونرجسية،
كل الجنسيات شرقية وغربية،
واحلام عربية ،
بانتظار المطر،
تبحث عن القارب،
تبحث عن السلاح ،
وتنسى المحارب.

مقالات ذات صلة
اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى