حلوة صلاة النبي

مقال الإثنين 13-11-2017
النص الأصلي
حلوة صلاة النبي
ما الذي يجري بالضبط؟..تشاهد بأم عينك محلات تجارية ومطاعم ومقاهٍ تقوم بأعمال تشطيب و ديكورات فاخرة في أمل من صاحب الاستثمار أن يُفتح له باب رزق جديد وان يوفقه الله بتحويشة عمره التي جمعها ليستأنف الأعمال الحرة ، يُحضّر للافتتاح، يضع سماعات على مداخل المحل وبالونات ملوّنة وفرقة عراضة شامية ويكون الافتتاح غالباً برعاية رجل أعمال أو رجل سياسة ،تأكل الناس الكنافة وتتفرّج على المحل من الداخل ثم تغادر..
الرجل لا يترك زاوية الا ويضع فيها “حلوة صلاة النبي” ، “صلاة النبي أحلى “..” ما شاء لله ولا قوة الا بالله” ، “قل أعوذ برب الفلق”..وذلك خوفاً من الحسد والعين..تمر الأيام والأسابيع بنشاط وأمل كبيرين ، مع مرور الوقت يكتشف ان السوق أضعف بكثير مما كان يتخيّل وان الاستفتاح لم يعد يأتي الا بعد العصر أو قبيل المغرب بقليل ،وكل ما وضعه من مال في “الجبصين” والأسقف المعلّقة والشاشات المسطحة سيبقى في مكانه ..يبدأ نزيف الخسارة بالتصاعد ، الدخل لا يسد الإنفاق سيما الإيجار والموظفين والعمال والكهرباء ورسوم الدولة..بالكاد يصمد دورة رُبعية حتى يكتب على زجاج المحل ” المطعم للبيع” وفوقه دعاء الخروج من السوق..
أنا لا أتحدّث عن حالة واحدة ، هذا مصير عشرات ومئات المطاعم في المحافظات والألوية وحتى العاصمة عمان ، و بإمكان ان ينتبه في طريقه للأوراق المطبوعة ، مثلاً من كان يتخيّل ان يقرأ على بوابة مطعم شهير بمكان استراتيجي في جبل عمان ورقة (للبيع) ، أو يرى في شارع الرينبو مقهى بكامل معداته “للبيع” أيضاَ..من كان يتخيّل ان يرى محلات تجارية تغلق أبوابها لأنها لا تستطيع الوفاء بالتزاماتها…اسألوا التجار وأصحاب النشاطات التجارية تعرفون “الوضع الاقتصادي” الحقيقي ويأتي الرئيس ويتحدّث عن التحفيز..
لماذا يجبر صاحب المصلحة على ضرورة استخراج، ترخيص وشهادة تسجيل ورخصة مهن منذ اليوم الأول لعمله، لماذا ترهقه الدولة بكل هذه الرسوم والضرائب قبل أن يقول “بسم الله”..الا يكفي أنه يعفيكم من مسؤوليته تشغيله ، الا يؤمّن باستثماره البسيط هذا تشغيل للعمالة المتعطلة ، الا يحرك عجلة السوق ولو “على قدّه”..لماذا تنهكونه بكل هذه الالتزامات وهو لم يقطف “التبشير” بعد من مصلحته الخاصة..تعثّر المشاريع الصغيرة والمتوسّطة هو تعثر للدولة بأكملها ، يعني “فوق الهم زقلبّة”..المسألة بحاجة الى حلول عملية فالحال صار يوجع القلب..لكن وين؟ خذّ صكّ حكي وتنظير وتباهي بإنجازات وهمية لا أساس لها”..

وغطيني يا كرمة العلي
احمد حسن الزعبي
ahmedalzoubi@hotmail.com

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

‫3 تعليقات

  1. إسأل الوفد الضيف الذي أشاد بما وصلنا إليه من تقدم ورفعة.. لو سمحت..!

  2. المشكلة في الوضع الاقتصادي للطبقة المتوسطة الذي يكاد يموت بسبب الغلاء و تآكل رواتب شريحة كبيرة من ذوي الدخل المحدود و الذين يمثلون الطبقتين المتوسطة و الفقيرة في الشعب و التي بدورها تحرك السوق الخاص بتلك المصالح و المشاريع الصغيرة و المتوسطة فكيف ستتحسن تلك المشاريع إن لم يتحسن دخل الطبقة التي تستفيد منها لذلك إن أردت نجاحا و ازدهارا لا بد من وضع حدٍ للغلاء و تخفيض الضرائب و العودة عن قرار رفع الدعم الحكومي عن السلع و الخدمات الأساسية , و إن لم يحصل ذلك فستشهد بعض القطاعات كسادا في المستقبل القريب , فكيف سيزدهر قطاع المطاعم مثلا حينما يرتفع سعر الخبز -وفق ما تريده الحكومة -؟ هذا بالتأكيد سيؤدي إلى إغلاق عدد ليس بالبسيط منها نتيجة ضعف الإقبال من المواطنين و تآكل الرواتب الضئيلة و المحدودة للطبقتين الفقيرة و المتوسطة . و يمكن القياس على ذلك في بقية القطاعات مع سلع أُخرى مختلفة تتعرض لارتفاع الضرائب و الجمارك ورفع الدعم الحكومي عنها مما سيؤدي بعد فترة لحدوث ركود في السوق نتيجة ضعف القوة الشرائية للمواطنين و هو الأمر الذي سيزيد من ظاهرة إغلاق المشاريع و المحلات التجارية

  3. لم أطلع على المقال كاملاً ، ولكن معناه صحيح ، وأرجو كتابة ” ما شاء الله ” بوجود ألف في لفظ الجلالة ، وتصحيح الخطأ . مع احترامي

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى