ترامب…رَقيقُ القَلب م م ز عبدالكريم أبو زنيمة

ترامب…رَقيقُ القَلب
ما ان نجح أصحاب الخوذ البيضاء الممولين من قبل الإستخبارات البريطانية في إخراج مسرحية الكيماوي في خان شيخون وما إن سمع بها واطلع على بعض صورها رقيق القلب ترامب حتى إهتزت مشاعره ولم ينم تلك الليلة حتى قصف مطار الشعيرات ثأراً لأولئك الضحايا ، ويجدُر التنويه هُنا بأن الكثير من الخبراء والمختصين الغربيين فندوا فصول تلك المسرحية وما يعزز رأيهم الرفض الشديد الذي تبديه قوى الاستعمار لفتح تحقيق دولي محايد لجلاء وتبيان الحقيقة ، رقيق القلب هذا لم تهتز مشاعره لضحايا تفجير الكنائس في مصر ولا لصور الضحايا الأبرياء الذين يُقتلون بالقصف الامريكي في الموصل والرقه ودير الزور ولا للمجازر الصهيونية اليومية في فلسطين المحتلة ولم تهتز مشاعره المرهفة لضحايا التفجير الارهابي في الراشدين من أهالي كفريا والفوعه الذين تجاوز عددهم المائة طفل وامرأة ، والغريب أنّ تلك المجزرة الرهيبة لم تلقَ الحد الادنى من إهتمام الاعلام المأجور.
هذه الإستعراضات المسرحية لرقيق القلب في سوريا وأفغانستان تهدف الى اعادة ملء الفراغ الذي خلفه أوباما في المنطقة ولطمأنة وإستغلال دول الخليج العربي وشحذ همم الارهاب ومموليه في المنطقة ، إضافةً إلى تعزيز شروط التفاوض في الملف السوري ، رقيق القلب الذي هاجم وادان الحروب الامريكية في الخارج إبان فترة ترشحه للانتخابات ووعوده بالاهتمام بالشؤون الداخلية وتقوية الاقتصاد الامريكي يعرف جيداً هو وخبراءه وأركان حربه الذين حاربوا وهُزموا في العراق وافغانستان بأن أي تدخل عسكري مباشر لهم في الخارج يعني الهزيمة حتماً ومن شأنه تكبيد الدولة مَزيداً من المديونية مما قد يؤدي إلى الإنهيار الإقتصادي في النهاية ، وهو حتماً لن يقدم على هذا الخيار والدليل على ذلك تراجعه أمام تهديد كوريا الشمالية بردٍ موجعٍ ومؤلم على اي اعتداء على أراضيها ، لكنه بالوقت نفسه سيستمر بالتلويحِ بالقوة العسكرية وإلقاء الخطابات الرنانة والمُعادية لإيران خاصةً وسوف يسعى لتشكيل ناتو صهيوعربي لمواجهة التهديد الايراني المزعوم ومحور المقاومة للسطو والاستيلاء على الاموال الخليجية المُكدسة في البنوك الغربية.
عليكم أيها الاغبياء التعلم من دروس التاريخ ، أمريكا لن تتردد عن بيعكم والتخلي عنكم في أول تضارب لمصلحتها معكم ، كل ما جرى ويجري في المنطقة هو مؤامرةٌ كُبرى على القضية الفلسطينية بالدرجة الاولى وعلى الوطن العربي في الدرجة الثانية ، أمريكا تستغلكم كعملاء لها لا كحلفاء لتنفيذ مشاريعها ،عليكم قراءة الواقع بتمعن ، فأحادية القطب قد ولت والمحاور الاستراتيجية تتشكل وأنتم خارج السياق ، وكل ما فعلتموه وأنجزتموه أنكم جعلتم من خير أمة اخرجت للناس أحط وارذل أمة على وجه الكرة الارضية تتآمر على بعضها وتُكفر وتذبح بعضها وتستقوي على أبناء جلدتها ودينها بوحوش ومرتزقة العالم .

اظهر المزيد

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى