بلا رتوش

[review]

على عتبة من توجس وتخوف وقفت…..ورهبة من تجربة سأعايشها عن دخولها تلكّأت……ومن كوّة في جدار عالمهم إلى عالمهم نظرت…..وعندما كانت ابتسامتهم هي وسيلة التحية التي ابتدروها تجاهي…..على نغمة من ترانيم الروح استيقظت…..فانهدم الجدار الذي حسبته صلدا بيني وبينهم وبلا وعي إلى حيث هم ولجت….

عالم ذوي التحديات الخاصة العقلية…..عالمهم البعيد عن اي تجمّل ورتوش…..عالم حقيقي لا يزوّرونه بابتسامة مفتعلة……ولا بكلمة منمّقة……ولا بمجاملات زائفة…..ولا بضحكات مصطنعة…..عالم من حقيقة خالصة انبجست من طمأنينة وهدوء وراحة بال….

عايشتهم بكلّيتهم……بنقائهم……ببساطتهم…..ببراءتهم…..بلا فروق بينهم….كانوا على سجيّة قلوبهم التي رأيت فيها بدء الخليقة دون ملوّثات ولا ضغائن ولا غلّ ولا غلول….

مقالات ذات صلة

كل ما في اعماقهم يطفو على السطح مثل قطعة ثلج وعندما تتلامس مع حرارة صدقهم تذوب فينا فتبترد منها القلوب…..قلوبنا التي تحتاج دوما الى صدق خالص يغسلها مما علق بها من ادران عالمنا الذي نجمّله بكذبة اسمها المجاملة…….

يفرحون دون ان يشوه فرحهم حزن……ويضحكون دون ان يشوه ضحكتهم عبوس…….في نظراتهم رأيت شمسا لا تغطيها السحب……وفي تعابير الوجوه سلاسة وعفوية ……يكفيهم أقل القليل من الحب……ويفوح أريج مشاعرهم بأقل القليل من لمسة حنان….

على مدار ثلاثة أيام عشتها بينهم ضمن ورشة عمل لذوي التحديات الخاصة العقلية تعلمت منهم الكثير وعرفت بينهم ان الحياة خالية من التعقيد والتعب إذا أردناها كذلك واقتنعنا انها كذلك…….

دخلت عالمهم وأنا على تخوف من ان لا أستطيع تقبلهم……وخرجت منه وأنا في أشد الخوف أنني ما نجحت في ان يقبلوني بينهم…..

إلى هؤلاء الذين يعيشون المشاعر النقية البكر…..شكرا لكم

بينكم عرفت أن الجدار الذي بنيناه بيننا وبينكم من عدم فهم لكم…..جدار واه بابتسامة من قلوبكم الطاهرة يصبح هباء منثورا…..

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى