الوهابية .. هل تدافع عن نفسها / عمر عياصرة

الوهابية.. هل تدافع عن نفسها

العلمانيون فرحون بما يجري في السعودية من تحولات تتعلق بالمسألة الاجتماعية والثقافية، حتى ان بعضهم بات يبشرنا بنهاية السلفية على يد الحاكم الجديد الشاب في الرياض.
الى اللحظة، لم نعرف كم سيكون الحفر التغييري في اساسات الوهابية، وكم من العمق سيصل، فالاعتقالات الاولى للمشايخ استهدفت (الوهابية الحركية) وهذا ليس بالجديد في السعودية.
لكن القرارات المتعلقة بالثقافة والاجتماع والمرأة، حتى الان، مع توقع تطورها وتراكمها اكثر فأكثر، جاءت لتمس صلب الادبيات السلفية الوهابية التي تهيمن على المجال الديني في السعودية.
هناك صمت لدى المرجعيات الوهابية في المملكة العربية السعودية، لعلهم يراقبون، واخشى انهم خائفون، ولا اظنهم شركاء في القرارات الاجتماعية والثقافية الصادمة لهم ولمنطقهم.
تاريخيا، قامت المملكة السعودية في شرعيتها الرئيسية على تحالف بين السلطة الحاكمة ( ال سعود ) من جهة، والحركة الدينية الوهابية من جهة اخرى.
وجرى اقتسام السلطات على اساس: ترك السياسة الخارجية والحكم التنفيذي للملك، على ان يترك للحركة الوهابية سلطة الملف الاجتماعي والثقافي.
اليوم هناك فكر جديد يراد له اعادة انتاج الثقافة المجتمعية السعودية على قاعدة من الانفتاح الفكري والثقافي، ومحاربة الارهاب، وفي بعد اعمق هناك يد اميركية تتدخل من باب ارضائها وجذبها اكثر «لاعطاء شرعية للحكم».
لم اكن مغرما في اي لحظة بالمنطق السلفي الوهابي، ولم يفاجئني موقف الوهابية من اية قضية سياسية لم يصطفوا فيها مع الامة والشعوب، لكن ما يثير استغرابي صمتهم على محاولات ضرب ادبياتهم، وهنا اسأل، هل الصمت تكتيكي له ما بعده، ام انهم يعيشون محنة ستنتهي بالاستسلام والنهاية.
باعتقادي ان البنية الاجتماعية السعودية وليس المشايخ المذهولون، هي من ستقرر حجم ايغال الحكم الجديد في اعماق السلفية الوهابية، وتقديري ان تفكك الوهابية سيكون له تداعيات كبيرة على المنطقة برمتها.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك رداً

زر الذهاب إلى الأعلى